لأني –كالملايين غيري- أعشق صوت فيروز الملائكي وأحلق معه في سماوات بلا مدى وآفاق بلا حدود، أقف مع السيدة فيروز وقفة مختلفة من جوقة الاعتصام والتنديد والشجب! لأني أعشق صوت فيروز وأداءها وصوتها المحلق فوق الذرى السامقة، ولأني أحرص على رؤيتها بصورة متعالية على الصغائر، واعية بالفن كرسالة وقيمة تستدعي الحرص على إعطاء كل ذي حق حقه، أرفع صوتي عاليا مطالبة فيروزنا بالمحافظة على الصورة التي رسمتها لها منذ أن وعت أذناي ترانيم صوتها! فبعد اطلاعي على تفاصيل دقيقة، لا أستطيع أن أقرأ الحملة الضارية على أولاد (منصور الرحباني) خارج سمات الذهنية العربية التي تصنّم وتقدس الرموز الفنية والثقافية، وتحصنها من المساءلة والنقد! وعنوان مقالي مقتبس من بيان أصدره أولاد منصور لتجلية الحقائق بعد طول صمت، فيما تستمر الحملة المستشرسة في تزييف الوعي، دون الالتفات لدفوعهم المعتمدة على موقف قانوي قوي دعمه القضاء اللبناني! ولنبدأ بالمناشيتات التعميمية عن منع فيروز من (الغناء)، بينما الساحة مفتوحة لفيروز لتشدو بأغنياتها مجتزأة من سياقها المسرحي! والحكم الصادر يقضي بمنعها من إعادة المسرحيات –فقط- إذا لم تعترف بحقوق ورثة منصور الفكرية والمادية والفنية، وبإمكان فيروز –ببساطة- كسر المنع على المسرحيات أيضا بالاعتراف بتلكم الحقوق! وفيما تحاول الحملة تصوير أولاد منصور بصورة المتكالبين على المال، تنفي عن فيروز تلك الصفة رغم أنها هي من تجحدهم حقوقهم!
بدأ الخلاف مع منصور الرحباني نفسه عندما أعادت فيروز عرض مسرحية (صح النوم) في دمشق والشارقة دون الاعتراف بحقوقه الفكرية والفنية والمادية، في مخالفة صريحة للمادة 6 من القانون 75\ 1999 التي تحظر على أحد المؤلفين في الأعمال المشتركة أن يمارس بمفرده حقوق المؤلف! ولإدراك إدارة كازينو لبنان صراحة هذه المادة، فإنها لا تقبل بعرض أية مسرحية ما لم ترفق بموافقة خطية مشتركة لمؤلفي العمل أو ورثتهم.
حرص الأخوان رحباني على وضع توقيعهما الموحد على أعمالهما ككل لا يتجزأ تأليفا وتلحينا، وانفرد منصور بتأليف وتلحين 11 مسرحية بعد موت أخيه وتوأمه الروحي عاصي مما يؤكد قدراته في تأليف الموسيقى، والتي يرى أولاد منصور أن هناك محاولة لإلغائها ونفيها!
وردا على اتهامهم بإعادة إنتاج بعض الأعمال دون الرجوع للطرف الآخر، يؤكد أسامة -في اتصال شخصي معه- أن فرقة من الهواة عرضت مسرحية (المحطة) في البترون العام الماضي دون مقابل ودون ريع مادي، والقانون اللبناني لا يقضي في هذه الحالة بالرجوع للمؤلف. كما أن مسرحية هالة والملك التي اقتبسها فيلم سيلينا بيعت مع عملين آخرين للشركة المنتجة قبل وفاة عاصي وليس بعده! وفي بيانهم أيضا تفنيد كامل للخلط بين حقوق المؤلف وبين حقوق (السبياسم) التي لا يحق لها مطلقا إعطاء أذونات إعادة عرض المسرحيات!