أبرزت ندوة عقدت ضمن البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، الصلة بين الإسلام والحكومة، وسط اتفاق على أن الصلة المثلى بينهما تتطلب إيجاد معيار للترابط بينهما، في حين أشار أحد محاضري الندوة إلى أن الخطاب للجماعات الإسلامية السياسية تحول من التحريض ضد أميركا وإسرائيل إلى بناء علاقات معها، في الوقت الذي أبرزت فيها تحولا في استراتيجية جماعة الإخوان المسلمين، والتي اتجهت إلى التسارع في الاستحواذ على السلطة، بخلاف رؤية مؤسسها حسن البنا.
وقال الدكتور علي السمان بأنه عندما يتزاوج الدين مع السياسة فإن الدين هو الخاسر، والرابح هو من استغل الدين لخدمة أغراضه السياسية، لافتا إلى أن الخلاف تطور ليصبح صداما وقتالا وتشكيكا في إيمانية ووطنية من يختلف مع جماعة الإخوان في الرأي.
واعتبر السمان خلال الندوة التي عقدت مساء أمس بقاعة مكارم بالرياض أن أحداث سبتمبر تمثل نكبة لصورة الإسلام الصحيح، لافتا إلى أنه يجب تفادي الخطأ في تعميم الأحكام، حيث يمكن تفسير الإسلام السياسي، إذا تخلص من روح التحزب والتشنج وعدم الاعتراف بالآخر، يمكن أن يفسر على أنه العمل على المصالح العليا للمجتمع، وليس العمل على المصالح العليا للحزب.
وزير الثقافة الإيراني الأسبق سيد علي مهاجراني أشار إلى أنه يجب أن نتكئ على الحكمة في دراسة الإسلام السياسي، مؤكدا أنه يجب التشديد على أن الصلة بين الإسلام والحكومة، تتطلب إيجاد معيار للترابط بينهما.
نقيب الصحفيين المصريين الدكتور ضياء رشوان، قال بأن هناك أمرين غابا عن عنوان الندوة، وهما التنظيم والأساس الاجتماعي، وهو الأمر الذي حدثت فيه تحولات كبرى، وخاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي، وأضاف لا يوجد اصطلاح موحد للحركات والإسلامية، مشيرا إلى أن هناك حركات إسلامية ذات برامج اجتماعية، وهي تعتبر أن مشكلة المجتمعات ليست هي العقيدة، فهي صحيحة، ولكن المشكلة في تنظيم المجتمع على أساس غير شرعي.