ما يحدث في شوارع الرياض شيء لا يحتمل ولا يصدق. صراع يومي بين آلاف السيارات بطريقة أنانية تفتقد للذوق والأخلاق معا.
أتذكر مناشدة قديمة لأمين الرياض السابق الأمير عبدالعزيز بن عياف دعا خلالها إلى وقف الهجرة للعاصمة وإلا فستزيد الأمور تعقيدا. طبعا الأمر يتعلق بجميع أجهزة الدولة لتوزيع عادل للخدمات والمرافق والمنشآت التجارية في كل المناطق، دون قصرها على الرياض فقط، ولكن الأمر الذي حدث هو ما توقعه الأمين.
اليوم، من يكتب عليه مراجعة إحدى الدوائر الحكومية في الصباح الباكر، فسيرى العجب في شوارع وطرقات الرياض، التي لا تحتاج إلى شاهد يحكي واقعها المرير بزحام خانق يتزامن مع المشاريع الكثيرة والطرقات المغلقة والتحويلات التي تمتد سنوات طويلة حتى تنتهي.
الأسبوع الماضي، انطلقت من منزلي شمال الرياض متجها إلى وسط الرياض، استغرقت المسافة أكثر من ساعة ونصف حتى وصلت حي المربع، والوقت الفعلي لقطع تلك المسافة أقل من 30 دقيقة، ولكن الوقت يهون أمام المشاهد المقرفة والمقززة لتصرفات بعض السائقين. حينها حمدت الله مرارا أنني لست موظفا حكوميا يجاهد كل يوم للوصول إلى مقر عمله في تمام الساعة الثامنة.
المشكلة ستزداد سوءا إن لم نجد لها حلا جذريا، والأمراض مرشحة أيضا للارتفاع كالضغط والسكر وأخواتهما، فما على وزير الصحة إلا الشكوى ضد المرور، وعلى إدارة المرور رمي الكرة على الأمانة، والأخيرة بدورها ستنقل الشكوى لهيئة تطوير الرياض، التي ستقول إن المسؤولية تقع على عاتق وزارة النقل، التي ستؤكد أن الأمر متعلق بوزارة المالية، وهذه بالتحديد ستقول إن الأمور بخير. ولكن هناك وزارة اسمها التخطيط ....!