دبي: تركي الصهيل، محمد المرعشي

بلغة مختلفة، حاول رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل، خلال إطلاقه أعمال مؤتمر فكر 12 بدبي أمس، أن يستنهض عقول الخبراء بـ5 أسئلة رئيسة هي: هل تجاوزنا أسوار الجهل؟ هل أنخنا ركاب الفكر في واحة الحضارة؟ هل بنينا قصور عروبة المعرفة واحتضنا إسلام المبادئ والقيم؟ هل أعملنا العقل في الإبداع والافتكار والبادرات؟ أم اكتفينا بالنقل والتقليد والاستعارات ولبسنا ثيابا غير ثيابنا؟.

وفيما ترك رئيس مؤسسة الفكر الباب مواربا أمام الحضور؛ للإجابة عن هذه الأسئلة من خلال جلسات النقاش، حملت الأولى منها أرقاما مفزعة عن كلفة البطالة في العالم العربي إذ تقدر بين 40 و50 مليار دولار سنويا، وأن واحدا من بين 4 من الشباب العربي عاطل عن العمل.

ولم يغب موضوع إسهام وسائل الإعلام في توفير فرص العمل عن جلسة لرؤساء تحرير صحف عربية، وجاءت النتيجة بإجماعهم على انشغال الإعلام بالسياسة متجاهلا الاقتصاد، إذ رأى رئيس قناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي أن الصحافة مرآة عاكسة للواقع، في حين قال رئيس تحرير الوطن طلال آل الشيخ، إن دور الإعلام الحر هو قيادة المجتمعات والضغط باتجاه التغيير.

وفي جلسة تحت عنوان سياسات تنظيم حراك العمالة في أسواق العمل، كشفت لغة الأرقام أن حوالات العمالة في الخليج تعادل خُمس الحوالات العالمية بنحو 80 مليار دولار سنويا، كما تمثل خمس الناتج المحلي الخليجي.




--------------------------------------------------------------------------------


كان صباح دبي مختلفا أمس، اختلطت فيه فرحة الإنجاز بالخوف من المستقبل، فالتبريكات التي أطلقها رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل لدولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة يومها الوطني وفوز دبي بتنظيم اكسبو 2020، قابلتها صورة تنذر بخطر محدق في كثير من دول المنطقة العربية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تزداد البطالة في هاتين الرقعتين الجغرافيتين.

وعلى الرغم من سعي فكر في نسخته الثانية عشر للدفع للوصول إلى هدف تأمين 80 مليون وظيفة مع حلول العام 2020 في الوطن العربي، إلا أن ذلك الطموح يصطدم بواقع تفرضه الحقائق التي كشف عنها استبيان مؤسسة فكر عبر 20 دولة عربية، الذي أكد أن البطالة في صفوف من هم دون الـ25 تسجل أعلى مستوياتها بالمنطقة العربية.

هذه الصورة، رافقتها تساؤلات عدة طرحها الأمير خالد الفيصل الذي افتتح ونائب رئيس دولة الإمارات ورئيس وزرائها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فعاليات المؤتمر، في كلمته الافتتاحية، استبقها بأبيات شعرية نالت استحسان الحضور.

وذهبت جائزة الإبداع التقني التي تخصصها مؤسسة الفكر العربي كل عام، لمدينة دبي، وتسلم الجائزة من يد الفيصل الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم.

5 أسئلة رئيسة، حاول فيها الأمير خالد الفيصل، أن يستنهض عقول الخبراء العرب المشاركين في مؤتمر فكر 12، قائلا هل تجاوزنا أسوار الجهل؟ هل أنخنا ركاب الفكر في واحة الحضارة؟ هل بنينا قصور عروبة المعرفة واحتضنا إسلام المبادئ والقيم؟ هل أعملنا العقل في الإبداع والافتكار والبادرات؟ هل اكتفينا بالنقل والتقليد والاستعارات ولبسنا ثيابا غير ثيابنا؟، فيما ترك الباب مواربا أمام الحضور للإجابة عن هذه الأسئلة من خلال جلسات النقاش.

عواقب البطالة، والتكامل الإقليمي، كانا السمة البارزة للجلسة الرئيسة الأولى في مؤتمر فكر بنسختـه الحالية، التـي شارك فيها وزير التكوين والشغـل التونسي نوفل الجمالي، ومدير صندوق تنمية الموارد البشريـة في المملكة إبراهيم المعيقل، ومنسقة برنامج البنك الدولي بالشرق الأوسط حنين السيـد، والمستشـارة ماري قعـوان من منظمة العمـل الدولية.

ورغم الأرقام المفزعة، التي تتحدث عن أن كلفة البطالة في العالم العربي تقدر بين 40 و50 مليار دولار سنويا، وأن واحدا من بين 4 من الشباب العربي عاطل عن العمل، إلا أن المستطلعة آراؤهم في دراسة مؤسسة الفكر العربي التي شارك فيها قطاعات شبابية ومؤسسات مجتمع مدني وأكاديميون ومنسوبون من القطاعـين العام والخـاص، كانـوا على ثقة أن الاقتصاد سيتجه إلى التحسـن في الـ12 شهرا المقبلـة. وحذر المختصون من العواقب الوخيمة للبطالة على المستويات السياسية والأمنية والاجتماعية، وقسمت الدراسة إلى 3 مستويات؛ الأول الدول الغنية بالموارد والعمالة، والثاني الدول الغنية بالموارد والمستوردة للعمالة، والثالث الدول الفقيرة بالموارد والمصدرة للعمالة.

وتقع دول منطقة الخليج العربي في إطار المستوى الثاني، وخلصت إحدى النتائج الخاصة بهذا المستوى إلى أن الشباب يرفضون قبول العمل في الوظائف متدنية الأجر والتدرج فيها، فيما ذهبت نتيجة أخرى إلى تفضيل الشباب البقاء عاطلين عن العمل لحين وجود فرصة مؤاتية بالقطاع العام.


نص كلمة رئيس مؤسسة الفكر العربي

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسوله الأمين

وعلى آله وصحبه أجمعين


صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي

أصحاب السمو والمعالي والسعادة

أيها الإخوة والأخوات.. السلام علكيم ورحمة الله وبركاته


باسم زملائي في مؤسسة الفكر العربي، أعبر عن عظيم شكرنا وتقديرنا للإمارات العربية المتحدث، وإمارة دبي على وجه الخصوص، على احتضانها لهذا المؤتمر، وتقديم كافة أنواع التسهيلات لإنجاحه.. ونتقدم بالتهنئة الخالصة والتبريكات المخلصة للإمارات العربية المتحدة في يومها الوطني، الذي تزامن وفرحة الجميع بفوز دبي بتنظيم معرض أكسبو 2020.

هذا الحدث الذي جسد تقدير واحترام العالم لهذه الدولة الناهضة، وهذه الإمارة المتألقة..

وبعد..

رسمت بألوان الفراشات لوحاتي

وسجلت فوق الغيم أصوات أشعاري


وفي البيد سابقت الرياح لعلني

أحطم بالتفكير أبواب أسواري


وقلبت أبعاد المسافات باحثا

فطالت بصحراء المفاهيم أسفاري


وفي واحة للفكر يزهو عبيرها

أنخت ركاب المجهد الساهر الساري


أيها الإخوة والأخوات.. هل تجاوزنا أسوار الجهل؟ هل أنخنا ركاب الفكر في واحة الحضارة؟ هل بنينا قصور عروبة المعرفة؟ واحتضنا إسلام المبادئ والقيم؟ هل أعملنا العقل في الإبداع والافتكار والبادرات؟ هل اكتفينا بالنقل والتقليد والاستعارات ولبسنا ثيابا غير ثيابنا؟.. والسلام..