لن أتحدث عن السياق الذي وردت من خلاله عدة مقاطع فيديو تتضمن أعمال إزالة لمنازل ومزارع وغيرها من التعديات، بل سأقفز مباشرة إلى عمق الصورة، بكل ملامحها البائسة.

لن أتحدث عن السياق الذي وردت من خلاله عدة مقاطع فيديو تتضمن أعمال إزالة لمنازل ومزارع وغيرها من التعديات، بل سأقفز مباشرة إلى عمق الصورة، بكل ملامحها البائسة.
التقطت العدسة ملامح منزل جميل، وأم تحاول عبثا إقناع لجنة الإزالة بانتظار زوجها قبل جرف منزلها، كانت تقول لهم: انتظروا قدوم زوجي وافعلوا ما شئتم، وحين واجهتهم قالت من يمسك جدار منزلي مثل من يمسك غطاء وجهي، هذه حرمة بيتي.
كان الرد البارد يأتيها من سيدة أخرى ـ فيما يبدو أنها عضو في لجنة إزالة التعديات ـ تقول لها زيك زي الناس، لينتهي المقطع على بكاء الأم وأطفالها، وسور محطم.
كل حجج الدنيا لن تكون مقنعة لهذا الموقف الذي خلف جروحا عميقة في قلب هذه السيدة وأبنائها، بل وفي قلب كل من يشاهد ذلك المقطع.
مقاطع الفيديو التي توثق أعمال الإزالة بدأت تنتشر في منصة يوتيوب بشكل مخجل، وهناك من يؤكد ـ خلالها ـ أنها تتم دون وجود أحكام قضائية، فيما يؤكد آخرون أنها انتقائية ولا تلتفت للجانب الإنساني..
إزالة التعديات مهمة مطلوبة للحفاظ على حقوق الناس والدولة من التعدي الجائر على الأراضي، إلا أن تنفيذها يجب أن يكون تحت حكم القضاء، ووفق آلية دقيقة تحفظ كرامة الناس قبل كل شيء.
ثقافة التعدي على الأراضي لا تعالج بالإزالة التي تستهدف الصغار وتغض نظرها عن هوامير الشبوك، ولن تنتهي قبل معالجة قضية السكن.
شخصيا، لا أستطيع لوم من يضطر إلى التعدي لأجل توفير منزل يأويه وعائلته؟ هذا التصرف خاطئ ومخالف للنظام، ولكن الضرورات تبيح المحظورات، الله تعالى يقول: إلا ما اضطررتم إليه.
الخلاصة، يجب تنظيم أعمال الإزالة التي تقوم بها لجان التعديات في إمارات المناطق، وتقييدها بصدور أحكام قضائية، ما يحدث حاليا أمر غير مقبول.