عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحتشد بمكاسب نوعية وكمية كثيرة تؤسس لمستقبل أكثر انفتاحا وتأهيلا لنعيش فيه بسلام وأمن وأمان، إذ فاض بفكره الإنساني والسياسي على وطنه وأمته والإنسانية بأجمعها
عملية بناء الأوطان تحتاج إلى قيادات تمتلك أكثر من شروط القيادة المتعارف عليها في الأدبيات السياسية، ولعل كل مواطن سعودي يتابع نهضة بلاده يتيقن أن قيادته تمتلك ما يفوق الشروط القيادية التي قرؤوا سردها التاريخي أو عايشوها بالمعاصرة، إذ إن هناك ارتباطا وجدانيا عميقا يفسر ماهية اللحمة بين الوطن والمواطن، والقيادة والمواطن، وحين تمارس القيادة دورها السياسي والتنموي والاجتماعي بالإيقاع الذي تقدمه قيادتنا من خلال وسطيتها بين الوطن والمواطن، فإنها تصبح صمام أمان لعلاقة قابلة للنمو والاستمرارية والازدهار والتطور.
ظلت قيادة بلدنا أشد وأكثر حرصا على برامج التنمية منذ التوحيد، وذلك أمر أكدته وحققته الوقائع على الأرض، من خلال خطط ومشروعات التنمية التي وجدت في جميع المناطق، ودون استقرار وارتباط وتعاقد سياسي في ضمير المواطنين وائتلاف قلوبهم حول قيادتهم لا يمكن أن يتحقق أي تطور، وذلك ما يؤكد أننا في الطريق الصحيح لبناء الوطن بجانب قيادة تعمل وتنفذ ما يؤهل المواطنين للمشاركة في ذلك البناء الذي يتقدم ويمضي في مسيرته مع كل قيادة تبدع وتبتكر مزيدا من المشروعات التنموية وترتقي بقدرات مواطنيها.
وحين نتأمل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونحن نستشرف الذكرى التاسعة لتوليه الحكم عقب مبايعته في يوم الإثنين 26 جمادى الثانية 1426، الموافق الأول من أغسطس 2005، فإننا أصالة نتجه إلى تجديد العهد والولاء دعما وسندا ووعدا بالبذل والعطاء، فعهده من العهود التي ارتقت فيها التنمية مراتب تواكب النهضة التي نطمح إليها وتعزز تطلعاتنا في النماء والازدهار، وحقق فيه المواطن الكثير من المنجزات، وحصل على مزيد من الإنجازات التي توفر له الحياة الكريمة في دولة حديثة قائمة على أسس متينة وركائز قوية للاستقرار والعطاء.
عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحتشد بمكاسب نوعية وكمية كثيرة تؤسس لمستقبل أكثر انفتاحا وتأهيلا لنعيش فيه بسلام وأمن وأمان، إذ فاض بفكره الإنساني والسياسي على وطنه وأمته والإنسانية بأجمعها، ويتجلى ذلك في دعوته لحوار الأديان لتأسيس مشروعات تعايش إنساني قائمة على الاحترام المتبادل وتقدير الرأي والرأي الآخر، وإلى جانب ذلك دعا في إطار الأمة الإسلامية لحوار المذاهب لتعزيز التعايش بين أبناء الأمة بمختلف مكوناتهم العقدية، وذلك جهد استثنائي لقائد تتوافر فيه الكاريزما المطلوبة ليكون مؤثرا ونافذا في الوجدان بما يحظى به من احترام وتقدير من بني الإنسان في مختلف أنحاء العالم، ذلك إنجاز قيادي هائل يضعنا في صدارة أممية إنسانية وإنمائية ترسخ في العقل الدولي وتحفظ لنا قيمتنا في إسهاماتنا البشرية والحضارية.
على صعيدنا الداخلي، أنجز خادم الحرمين الشريفين كثيرا من المنجزات التي تؤهلنا لوضع حضاري متفوق ومتميز جدير بأن يؤكد صدق ودور قيادتنا في تطوير أدواتنا الإنسانية والحضارية والتنموية، ففي عهده حققنا مكاسب متعددة تعد محطات تتوقف عندها الأجيال ويكتبها التاريخ بأحرف من نور لتضيء للبشرية قيمة المنجز القيادي الصادق في تطوير الأوطان ومواكبتها لشروط التطور الحضاري، حيث انضمت بلادنا في السياقات التنموية لمنظمة التجارة العالمية، وتم الإعلان عن منظومة مدن اقتصادية ضخمة مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد ومدينة المعرفة ومدينة جازان الاقتصادية ومركز الملك عبدالله المالي، إلى جانب التخطيط لإنشاء مدن اقتصادية في رابغ وحائل والمدينة المنورة وجازان وتبوك والتوجيه بإنشاء مدينة وعد الشمال الصناعية للاستثمارات التعدينية في عرعر.
ويمتد قطار الإنجازات إلى تأسيس جامعات جديدة في عدد من مناطق ومحافظات المملكة، فضلا عن إنشاء جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تعد أول جامعة متكاملة للبنات، كما افتتح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كاوست ،ويضاف إلى ذلك ما تم إنجازه من توسعات في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، ويعرف عنه، حفظه الله، دعمه للمرأة التي منحها فرصة تاريخية بدخولها كعضو في مجلس الشورى، والترشح والترشيح للمجالس البلدية، ولأجل ذلك كله فإننا أمام ذكرى غالية تستنهض في أنفسنا أعمق صور الولاء والوفاء لتأكيد وتجديد العهد لقيادة تبذل وسعها لصالح وطنها ومواطنها وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي نطمح إليها.