أتفهم سبب هروب الممثلة التركية بيرت سات ـ التي نعرفها باسم سمر ـ مع زوجها مغني البوب الشهير كينان دوجلو من عدسات المصورين الصحفيين بعد خروجهما من أحد النوادي الليلية في منطقة باي أوجلو قبل أيام. على الأقل لأنها أفرطت في شرب الكحول.
الذي لا أستوعبه، ولن أستوعبه، هو هروب بعض المسؤولين لدينا من الصحافة، وامتناعهم عن التجاوب مع استفسارات الصحفيين، وأحيانا طردهم بأساليب وطرق مختلفة، وأوقحها: ما لي نفس أتكلم.
من حق سمر أن تبتعد عن عدسات الصحفيين، لأنهم في النهاية سيلتقطون صورا خاصة، ويبحثون عن تفاصيل سهرتها تلك برفقة زوجها. أما المسؤول، فلا أجد له أي عذر كي يتجاهل استفسارات المواطنين التي تنقلها الصحافة عادة. فهو في النهاية موظف وسيسأل وفق هذا الإطار.
هناك حقيقة يعرفها الجميع: أن من يخاف الصحافة ويبتعد عنها؛ هو في الحقيقة يخفي شيئا ولا يرغب الإفصاح عنه، وربما يكون هذا الشيء هو فشله في مهمته، وخذلانه للمجتمع الذي ينتظر منه أداء الأمانة كما يجب.
العقلية البائسة التي ما زالت تعدّ الصحافة تطفلا، ولا تعي دور السلطة الرابعة، هي أس معاناتنا، وهي التي تخالف فعليا التوجيه الملكي الكريم بـفتح الأبواب والتواصل مع المواطنين. فالصحافة هي صوت الناس.
خلال هذا الأسبوع، كنت موجودا في مناسبتين رسميتين، ووجدت خشية غريبة من الحديث مع الصحفيين، بعضهم يخاف حتى مجرد السلام، والبعض الآخر يعتذر بلطف، ويقول: هناك توجيهات بعدم الحديث مع الإعلام!
قلتها مرارا، وأقولها الآن أيضا: ابحثوا عن الجهات الرسمية الصامتة، تلك التي تتجاهل الصحافة، وتمتنع عن الرد على الصحفيين، وتأكدوا أنها تخفي الفشل، وتخشى من الضوء الذي يكشفه.
وللزملاء الصحفيين أقول: لا تترددوا في نشر الحقيقة، والحقيقة التي أعنيها هنا هي صمت المسؤولين وهروبهم من مواجهتكم. على الأقل، اجعلوهم يشعرون بالحرارة إذا كانوا يخشون الضوء.