لا أعتب على أحد الفشل في إدارة أزمة توقف الملاحة الجوية نتيجة العاصفة الرملية، بقدر ما أعتب على المسافرين أنفسهم الذين كانت شرهتهم كبيرة بنجاح مسؤولي الخطط في تجاوزها باقتدار.

حقيقة لا أعلم من عشّم الناس في ذلك، فالتجارب السابقة من وجهة نظري أثبتت أنه لا يوجد من يُشد به الظهر في الأوضاع العادية، فما بالك في الأحوال الجوية الاستثنائية كما مع موجة الغبار الشديدة التي تجولت في البلاد نهاية الأسبوع الماضي طولا وعرضا!

ليس عيبا تأخير الرحلات لظروف خارجة عن الإرادة كسوء الأحوال الجوية، يحدث ذلك في كل مطارات العالم. إنما المخجل هو سوء التعامل مع مسافرين تقطعت بهم السبل، وعدم الشفافية بغياب من يجيب عن تساؤلاتهم ومآل رحلاتهم.!

كل ذلك حدث بشهادة آلاف العالقين في مطار الملك خالد الدولي، في الوقت الذي ترد إدارته على وسائل الإعلام مؤكدة أنه يجري التعامل مع الأزمة بمهنية عالية، من تشكيل فرق عمل ودعم لوجستي وتقديم الخدمات للمسافرين. وهيئة الطيران المدني من جهتها تؤكد متابعتها مع شركات الطيران آلية توفير السكن والإعاشة للمسافرين المتأثرين. هل تلك الآلاف المفترشة صالات المطار كانت في نزهة برية مثلا؟!

كان بالإمكان تفادي تكدس المسافرين في المطار فيما لو أبلغوا قبل حضورهم بتأجيل رحلاتهم، مع التأكيد بالبقاء معهم على تواصل حتى تحدد مواعيدهم الجديدة بعد إعادة جدولة الرحلات.

كذلك وجود من يرد على استفسارات الموجودين في المطار، مع توفير الخدمات لهم دون الحاجة إلى مطالبتهم بها، إذ عدد كبير من المسافرين لا يعرف حقوقه في تلك الظروف، فلا يملك من حلول سوى البحث عن زاوية شاغرة في المطار انتظارا لرحلته.!

لكن ماذا نقول غير: إذا كان مطر السماء فضح فساد الأرض فغبار الأرض فضح الأجواء!