بالتأكيد إن لجنة الحكام حريصة على دقة الاختيار لنجاح عملها أو التخفيف من سلبياتها على أقل تقدير في أهم مرحلة من ختام الموسم، دون أن تكون بمنأى عن الظروف التي تجبر حكما أو اثنين على التحكيم خارجيا.
ولكن المؤسف حقا إصرار الغالبية من مسؤولي الأندية والإعلاميين والجماهير على محاكمة اللجنة في جميع المباريات وتعمد الضغط على الحكام والتشكيك فيهم بأساليب بالية لم يعد لها جدوى، بتصريحات روتينية لاستباق الأحداث بما يدعو للتأويل. ولم تعد القضية مقترنة بحكم أو اثنين أو ثلاثة، أو من ناد واحد، بل أصبح التعميم ديدن هؤلاء ضد كل الحكام وفي كل المنافسات. والأكيد أن الحكام يخطئون وبعضهم ارتكبوا أخطاء مؤثرة وفادحة، لكن ليس كلهم، ولا يمكن أن يأتي حكم ممتاز في جميع المباريات والمنافسات، والأمثلة كثيرة في المشهد العالمي وليس المحلي والآسيوي فقط.
في سياق هذه المعارك الطاحنة لا يخفى على الجميع أن مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي سبق وأعلن مرارا أن كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد بحكام محليين. وتجاوب هذا الموسم مع الانتقادات والمطالبات وزاد عدد الطواقم الأجنبية في دوري عبداللطيف جميل إلى خمسة بدلا عن ثلاثة، لدرء بعض المشاكل والحد من تفاقمها، ولكنه لا يمكن أن يقضي على الحكام في باقي المسابقات.
ولا يمكن أن يتطور التحكيم ما لم يحظ بالثقة من الجميع وأن يقود الحكام مباريات مهمة وقوية وتنافسية، وفي المقابل من واجب لجنة الحكام أن تقنن الاختيار بالأكفأ والأنسب في بعض المباريات لتتفادى الهجوم الجماعي المتعمد بسياسة إللي تغلب به العب به، وبكل أسف القصف بالشتائم والاتهامات الجارحة التي تصيب الحكام بالارتباك وتحرجهم أمام ذويهم.
وفي هذا المقام ما أن أعلنت لجنة الحكام عن اختيار مرعي العواجي لمباراة النصر والتعاون، وصالح الهذلول لكلاسيكو الهلال والاتحاد في الدور نصف النهائي لكأس خادم الحرمين الشريفين، إلا وتقاطر المنافحون والمتربصون وغاويي الشهرة باتهامات واستحضار أخطاء والتحذير مع سبق الإصرار والترصد من تكرارها أو مجاملة هذا الفريق والخوف من فريق آخر.
الغالبية من رؤساء الأندية ومنسوبيها يسكبون الزيت على النار فيكونوا أيضا عرضة للاحتراق، بينما من واجبهم مد يد العون ولو بالصمت، علما أن أفضل الحكام أقلهم أخطاء. وليس أقوى ولا أهم من منافسات كأس العالم، ومع ذلك إذا ارتكب حكم أخطاء فادحة ومؤثرة، عقوبته منحه تذكرة درجة أولى وإعادته لبلاده.
كرتنا تئن تحت وطأة هذه الفهلوة ضد الحكام واللجان، في وقت من حق أي مسؤول أو إعلامي أن ينقد لأجل الإصلاح والتطوير، لكن ما يحدث لدينا في مجمله هدم وتنافر وتصيد، بما يؤكد أن كثيرين اقتحموا الرياضة بغية الشهرة.
الذي نأمله أن نستمتع اليوم وغدا بمباراتين تصادقان على قيمة وقوة وجدارة الفرق الأربعة بالوصول للدور نصف النهائي ومن يفوز منهم يكون جديرا بالمثول أمام خادم الحرمين الشريفين في نهائي كأس الملك.
نتوق لمباراة مثيرة وجميلة اليوم بين النصر والتعاون، خصوصا أن الفريقين قدما مستوى جميلا خلال الدوري ومشوارهما بالكأس ومشاركتهما في آسيا ودوري الخليج.
من واجب اللاعبين والرئيسين والإداريين مساعدة الحكام لتأدية عملهم جيدا لمصلحة المباراة.
وغدا، بانتظار الكلاسيكو الأقوى دائما في الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد، وبمسؤولية أكبر من جميع منسوبي الناديين والجماهير أن نستمتع بنزال يليق بالعميد والزعيم نحو نهائي الكأس.
كل الأماني أن تخلو المباراتان من الشوائب والمنغصات.