انتهت دورة المجالس البلدية بعد أن تفاوت عطاؤها بين الجيد والمرضي ومشي حالك.
الآن نقف على مفترق طرق الوعي الحقيقي، فإما مشاركة فاعلة لنجاح الانتخابات المقبلة، وإما سلبية مقذعة، والانزواء خلف القيل والقال.
قبل توديع المغادرين والترحيب بالقادمين، يجب أن نعترف أن المجالس البلدية لم تصل إلى المأمول منها لمحدودية صلاحياتها، ومن باب الإنصاف أجد أن بلدي خميس مشيط سرق الأضواء من كل المجالس البلدية في أنحاء السعودية، بتصديه لأكبر عملية احتيال وسرقة مال عام.
استعاد المجلس البلدي بقيادة الدكتور وليد أبوملحه 72 مليون متر مربع تحولت إلى قلب نابض لرابع مدينة تجارية سعودية، وأصبح عند مدينة خميس مشيط مساحات تكفي لبناء مدينة إسكان ومدينة جامعية ومدينة صناعية ومدينة طبية، وإستاد رياضي ومشاريع عملاقة وحدائق وميادين وشوارع فسيحة.
أما مجلس أبها، فقد وضح عليه الانسجام وسرعة التحرك وقوة المتابعة ورقي التعامل، وكان فريق العمل نموذجا حقيقيا للمجالس البلدية، صحيح لم يتحقق ربع ما كانوا يفكرون فيه، لكن جهودهم مقدرة عند أهل أبها وضواحيها، ونتائج جهودهم ومكافحتهم ومنافحتهم ستظهر على المدى البعيد، وسيتذكرهم التاريخ الذي لا يكذب ولا يتجمل.
شكرا لمجالسنا البلدية في كل المدن والمحافظات، وشكرا لمجلس خميس مشط صاحب صولجان التفوق، وشكرا لمسؤولي الأمانات الذين منحوا المجالس مساحة كافية للعمل، وشكرا لمن قرر دخول الانتخابات المقبلة، ونأمل أن يكون التركيز على الأسماء القادرة والمقتدرة، المتمكنة من أدواتها.
نأمل عدم الانسياق إلى القبلية والمناطقية التعيسة، ونأمل نبذ انتخابات الغرف المغلقة ومفطحات الهياط، ونأمل أن تركز الأمانات والبلديات على اختيار مرشحيها من شرائح المجتمع المختلفة.