الصيف فتح ذراعيه على الآخر، لاحتضان كل المصطافين، المنتقلين من دائرة العمل طوال العام، إلى دائرة الاستجمام، وأظن أن كل مصائف المملكة في حالة استنفار للجهود والطاقات والأماكن.
يلوح اسم الطائف واحدا من أهم الخيارات السياحية للإجازة القادمة، وكل إجازة، والكل يعرف قيمة الطائف السياحية، واتساع دائرة استقطابها السياح، من داخل المملكة، وأيضا من دول الخليج.
صحيح أن هناك فعاليات كثيرة على مستوى التسوق والترفيه العائلي، وصحيح أن هناك عددا كبيرا من المتنزهات والمولات في هذه المدينة الجاذبة، غير أن ما ألمس غيابه واضحا مع كل صيف، هو غياب وجه الطائف الثقافي عن هذه المواسم السياحية، وإنْ حضر فهو حضور خجول إلى حد ما.
الطائف، وهذا المفترض، ليست مجرد مدينة تحتفل بالمواسم والإجازات من خلال ما تحتفل به مثيلاتها من المصائف، من مهرجانات تسوق وحدائق وملاه، بل تفرق فرقا كبيرا عن سواها، من خلال ثقلها التاريخي والثقافي، فهي المدينة الحاضنة للآداب والتاريخ والشعر والفنون، منذ أمد بعيد، ولسنا بحاجة لسرد مكانة الطائف ثقافيا، ولا لسرد الكم الهائل والمؤثر، من أسماء مثقفيها، المؤثرين في مشهدنا الثقافي.
ننتظر صيفا حافلا بالسياحة الثقافية، أو هكذا نأمل، وأن يكون هناك عدد من الفعاليات الثقافية من أمسيات شعرية، وندوات، ومحاضرات، ولعل الكرة في ذلك تكون في ملعب وزارة الثقافة، وهيئة الترفية، لتفعيل مفهوم السياحة الثقافية، في مدينة مثقفة كمدينة الطائف.