في وقت يتم التقدم فيه في ملف تمكين المرأة السعودية نفاجأ بوضع غريب ومثير للدهشة تنتهجه شركات التأمين الصحي في السعودية، ويحول محاولة أي مطلقة سعودية للحصول على تأمين لها ولأطفالها إلى نكتة تستجلب الضحك.

فَلَو تقدمت مطلقة بطلب تأمين صحي لها ولأطفالها سيرفض طلبها ما لم تقم بالتأمين على طليقها أيضاً لأن الأطفال في بطاقته العائلية والتأمين لكل من في البطاقة، ومهما حاولت فإنها غالباً ما ترضخ لهذا الوضع وتدفع قيمة تأمين صحي له حتى فقط يحصل صغارها على التأمين.

هل تعطيه هذا التأمين ليستمتع بخدمات التأمين الصحي على حساب زوجته السابقة أو تخبئه ولا تجعله يحصل عليه وترى أموالها تذهب هدراً هكذا؟

في كل الحالات هذه السيدة تكلفت أمرا فوق طاقتها بغير وجه حق، ولا يرضي الشريعة الإسلامية، ولا حتى القوانين الوضعية، والشركات حصلت على مال حرام مغموس بشقاء سيدة مطلقة.

في الحقيقة أتمنى ألا يقفز قارئ ويقول ولماذا لا يؤمن هو على أطفاله لأن الرد سيكون لا شيء يلزمه بذلك، فلا يوجد قانون يلزم المطلق بعمل تأمين صحي لأطفاله.


والأطفال في السعودية خاصة هم محل عناية ورعاية الأمهات بالذات ووضعهم الصحي وزيارة المستشفيات مسؤوليتها حتى وهي زوجة، فتفضل الأمهات القادرات على التأمين لهم ومراجعة المستشفيات الخاصة.

لقد نالت السعوديات الكثير في هذه الفترة، والتي سهلت عليهن الكثير من مصاعب الحياة، لكن هناك ما تبقى في التفاصيل والذي يجب مراجعته، ومنه هذا التنظيم الغريب، والذي تأكدت بنفسي من وجوده وشاهدت من قمن بالتأمين لرجال لا تربطهم بهم علاقة غير أبوتهم لأطفالها، بل بعضهن في خلاف، مما يزيد من مرارة الغبن والقهر فما هو مقصد شركات التأمين من هذا الاشتراط الذي يؤدي إلى هذا الظلم والغبن؟