انقضى الفصل الأول من منافسات كأس العالم (2018م)، وتبقى الجزء الأكبر من الصراع وكانت مقارعات الجولة الأولى مليئة بالمفاجآت، ولم تخلو من المتعة مادام أن منتخبات أميركا الجنوبية طرف في السباق، أعود لاحتدام الكبار الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء ومن يملك العدة والعتاد بداية بتواجد جهازين فني وإداري متمكنين، فضلاً عن الأسلحة داخل الملعب، والتي يتعين أن تكون متباينة في طريقة ضرب الخصم، لكن الشيء الذي يلوح خلال العقدين الماضيين انحسار النجوم الأحادية، ففي السابق كانت المنتخبات ولادة بالمواهب، بل إن الأمر يتجاوز، لأن يطفو وهج المبدعين على عطاء بعض المنتخبات، فيقال هذا اللاعب وذاك النجم من جراء ما يرسمون من متعة داخل الميدان والجميع يتذكر البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا والبرتغالي أوزيبيو والهولندي كرويف والألماني بيكنباور والإيطالي روسي، هذا على سبيل المثال، مرورا بزيدان وبوفون، وروماريو وأخيراً رونالدو وميسي، غير أن الساحة حالياً لم تعد تزخر كالسابق بالأسماء الرنانة، ولا يمكن تجاهل بعض المواهب الحالية ولكن ليست بالزخم السابق.

الصحيح أن كرة القدم تطورت، وأصبحت علماً يدرس في أكبر المدرجات العلمية، الأمر الذي جعل منها فكراً جماعياً بعيداً عن الاجتهاد والمزاجية، وبالتالي غاب التوهج الفردي، ورغم حقيقة ذلك على أرض الواقع، إلا أن هناك عقولا تنظر لكرة القدم بعين ضيقة وتفسر الخسارة والفوز حسب المنطق الذي تريده بعيدا عن الواقع العلمي، بل إنها تسطح تلك الحقيقة بطريقة فجة.

المستديرة أصبحت قوانين ونظريات ترسم للوصول للهدف المنشود، وهذا المنهج يتبع في البلدان المتقدمة، وتجسد على أرض الواقع من خلال الطرق التدريبية، ومن يجيد تفعيل منظومة الأداء ويتعامل مع الإمكانات المتاحة أمامه، قد يسهم ذلك في تقديم فريق أو منتخب يرسم الإبداع متى ما كانت الأدوار متكاملة، والبون شاسع فيمن يتعامل معها كعلم خلال الـ90 دقيقة، ومن يراها اجتهادا تصنعه مزاجية بعض اللاعبين. وأجندة المدربين الكبار يتواجد فيها كل التفاصيل في هذا الشأن. والفصول المقبلة من الاحتدام العالمي الكروي سيكشف جوانب في واقع المنتخبات، وربما أن أبطال الفصول الأولى سيكونون (كومبارسات) في المسافات النهائية.