إن المتابع لقافلة مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية يدرك -وبدون تردد- تلك المهمة الإنسانية التي انطلق من أجلها، واختار لها رجل المرحلة معالي الدكتور عبدالله الربيعة، رجل الإنسانية الذي عاش فترة في مرفق الصحة بعد مرحلة طويلة قضاها مع الطب والأطباء في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية، وأشرف على عمليات إنسانية قام بها مع فريقه لسنوات طويلة، عرفت بمرحلة فصل التوائم، تعرف على الجنسيات المختلفة، حمل أطفالا من قارات متنوعة، وعادت له الكرة اليوم ليقود فريق الإغاثة المتنقّل في العالم، وهي فكرة حمل لواءها لفترة طويلة ترجمها إلى واقع ملموس، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي قام بتطبيق البرنامج الإغاثي والإنساني لمدة تزيد على خمسة وخمسين عاما، بدءا من الوقوف مع أشقائنا في فلسطين والجزائر في نضاله، ثم اللجان الشعبية الإغاثية لفلسطين ورجال فلسطين، مرورا بالبوسنة والهرسك وبناء المساجد في العالم، حتى حقق لنا -وفقه الله- قيام هذا المشروع الإنساني الذي بدأ يجوب العالم، ورأينا كيف أنه ينتقل من الزعتري إلى أدلب وإلى اليمن ومحافظاته وباكستان والروهينجا وإندونيسيا، وكل صقع في هذا العالم حطت فيه قافلة مركز الملك سلمان، ليرسم البَسْمة على وجوه المحتاجين، وهو الآن في جيبوتي في قافلة جديدة ينشر معه السلام والبُعد الإنساني، إيمانا من هذا العمل الذي يحمل عنوان المحبة والوسطية والتواصل الحضاري بين شعوب العالم.

لقد أصبح مركز الملك سلمان علامة مميزة يندر مثيل له في عالم اليوم من المنظمات الإنسانية التي تحاول تقليد التجربة، لكنها لا تستطيع أن تبسط الخير كما تفعل السعودية، لأن تلك المنظمات -وبكل أسف- تديرها المصالح، وإلا فقد رأينا تخاذل المجتمع الدولي الإنساني في كثير من بقاع العالم، وبكل أسف وأقرب مثال هذا الذي يعمل الآن في برنامج الإغاثة في اليمن عبر عاصفة الأمل، الذي يعمل في الميدان هم رجال الإغاثة السعوديون، وكذا في سورية ومخيمات اللاجئين في الروهينجا ولولا الله -سبحانه وتعالى- والهبة السعودية النشطة من بلاد الحرمين ومواطنيها والوقوف مع قيادتها في الدعم التطوعي الذي قام به أبناء هذا الوطن.

وقد خضت التجربة عبر الحملات الإغاثية لمدة عقدين من الزمن رأيت وقوف الطفل والمرأة والرجل على حدٍّ سواء في أي إغاثة عالمية تحدث على وجه الأرض، وكان حرص هذا المركز العالمي للإغاثة مع فريقه المتخصص من العاملين في الحقل الطبي والإغاثي والمهني المدرب على مدى سنوات أن كان بهذا المستوى اللائق الذي استحق معه الشهادات العالمية والتفوق في كافة عملياته، قدمها وما زال يقوم بها إسعادا للآخرين الذين وقعت بلدانهم في الكوارث والأزمات، وجعل هذا المركز من رسالته وأهدافه تقديم العمل التطوعي دون النظر إلى الأعراق والديانات، بل على مستوى الإنسان كإنسان يستحق أن يحظى بالحياة الآمنة ورغد العيش، هذا مركز الملك سلمان علامة مميزة في العطاء والخير للبشرية، وقيامه علامة تؤكد بها المملكة العربية السعودية أنها مملكة العطاء دون مِنّة تريد بذلك وجه الله، عز وجل، منطلقة من قوله تعالى «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا»، هذه مملكة الخير يقودها الملك سلمان الذي حقق حلمه بقيام هذا الصرح الإغاثي الكبير على مستوى العالم، وهذا فريق المركز يتجول كل لحظة وساعة هنا أو هناك، ليغيث ملهوفا ويرسم بسمة، شكرا لكم أيها الإغاثيون في مملكة سلمان وولي عهده، وثقوا أن كل مواطن هو رجل إغاثة يده بيدكم، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.