أبها: الوطن

 في وقت أعلنت إيران عزمها نشر سفن حربية في المحيط الأطلسي، قال معارضون إيرانيون إن ما أعلنته طهران يدخل في نطاق «الاستهلاك المحلي» ، في إشارة إلى ضعف البحرية الإيرانية وعدم جاهزيتها.

وأوضح المعارضون أن الصين لم تدخل المياه الزرقاء « blue water navy « إلا مؤخرا، رغم أن الصين تمثل ثالث قوة عسكرية في العالم، بينما إيران لا تستطيع على هذا الفعل في الوقت الحالي.

وأشار المراقبون إلى أن النظام الإيراني يستهدف من الإعلان عن هذه الخطوة إشغال الإيرانيين ممن يعانون من مشاكل الفقر والعوز، لافتين إلى أن استعراض النظام يمثل خطوة استفزازية سيما في الداخل الذي يشهد احتجاجات يومية ضد سياسة النظام في إنفاق الأموال على البرنامج النووي، وتسليح الميليشيات المسلحة في المنطقة ، في حين تزايد عدد الفقراء، إضافة إلى تدهور مستوى المعيشة على نحو غير مسبوق بالبلاد.

وأكد المعارضون أن المزاعم الإيرانية بدخول الأطلسي رغم ما يبدو فيها من مظاهر استعراض، إلا أنها تمثل خطوة استفزازية تزيد من غضب الفقراء، الذين عانوا وما زالوا يعانون من المغامرات العسكرية للنظام، والتي تسببت في إهدار أموال الدولة.


إنفاق عسكري ضخم


قالت دراسات إن النظام الإيراني أنفق منذ عام 2006 حتى الآن نحو 500 مليار دولار من أجل البرنامج النووي، مشيرة إلى تورط النظام في صراعات في أربع دول عربية «سورية والعراق ولبنان واليمن».ونشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، تقريراً لها في وقت سابق، عن حجم الإنفاق الإيراني لدعم الأنظمة والميليشيات الموالية لها في بعض دول المنطقة، مبينا أن طهران تنفق أكثر من ستة عشر مليار دولار سنويا، ويحوز النظام السوري، على النصيب الأكبر من هذا الإنفاق، وأن دعم ميليشيات حزب الله في لبنان يكلف النظام الإيراني نحو 800 مليون دولار سنويا، فضلا عن الدعم غير المحدود لميليشيات الحشد الشعبي في العراق.

وبينما لم يشر التقرير إلى حجم الإنفاق على ميليشيات الحوثي في اليمن، أكدت تقارير أميركية رسمية أن الدعم الإيراني يشمل أيضا صواريخ باليستية، ما يعني أن حجم الإنفاق العسكري لميليشيات الحوثي يبلغ عشرات ملايين الدولارات كل عام.كما أشار تقرير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إلى أن ميزانية ميليشيات الحرس الثوري بلغت 6.9 مليارات في عام 2017.


40 مليون فقير


وفقا لتقارير، فإن المغامرة الإيرانية الجديدة في المحيط الأطلسي، والتي ستتكلف مليارات الدولارات، تأتي وسط اعتراف مسؤول بالنظام وهو عضو اللجنة الاجتماعية في البرلمان الإيراني، النائب رسول خضري بأن حوالي 40 مليون شخص في البلاد دون خط الفقر، منوها بسوء الخدمات خاصة الخدمة الصحية.

وأشارت التقارير إلى أن نسبة البطالة في مدن إيرانية وصلت خلال العام الماضي، إلى 60%، وأن الفقر ينهش نحو نصف السكان، مرجعة ذلك لتفشي الفساد والمحسوبية والاقتصاد الموازي لمؤسسات اقتصادية عملاقة تابعة للمرشد والحرس الثوري، ولأسباب خارجية ناتجة عن دعم الميليشيات المسلحة في المنطقة إضافة إلى انعكاسات العقوبات الأميركية بسبب أنشطة إيران النووية وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة.


تدهور الأوضاع


قال معارضون إيرانيون إن خطوة النظام في الأطلسي ستشعل حالة غضب الشعب الإيراني تجاه النظام والذي أثبتت الأرقام أن نصف سكانه من الفقراء والذين يعانون من مشاكل حياتية يومية بسبب تدهور الرواتب في وقت يعلم الجميع أن النظام يهدر أموال الدولة على الميليشيات المسلحة والمغامرات العسكرية في الخارج إلى جانب دعمه للإرهاب.

وأضافوا أن هذه الأوضاع تزداد قتامة في ظل إجراءات قمعية واستبدادية تجعل الحياة مستحيلة مما يزيد من حدة المطالب بسرعة إسقاط النظام.

يذكر أن الاحتجاجات ضد النظام الإيراني استمرت طوال العام الماضي، وقالت تقارير للمعارضة إن شهر ديسمبر الماضي فقط، شهد أكثر من 529 حركة احتجاجية في نحو 103مدن من جانب مختلف شرائح الشعب الإيراني.


خطوة متهورة


وصف محللون سياسيون عزم النظام الإيراني نشر سفن حربية في المحيط الأطلسي، بالخطوة غير المنطقية والمتهورة، نظرا لعدم فائدتها من الناحية العسكرية، وأنها تأتي في إطار الاستعراض غير المجدي تجاه الولايات المتحدة التي لن تعبأ بمثل هذا السلوك، في ظل امتلاكها عددا كبيرا من حاملات الطائرات تجوب البحار والمحيطات في العالم، كما أن السفن الإيرانية ستعمل في الأطلسي دون غطاء للدفاع الجوي، ما قد يعرضها للتدمير في حال استفزازها للقطع البحرية التابعة للأسطول الثاني الأميركي، والذي يمتد نطاق عملياته من القطب الشمالي حتى القطب الجنوبي، ومن الشواطئ الأميركية حتى الساحل الغربي لأوروبا، كما يعمل على كلا الساحلين الشرقي والغربي لقارة أميركا الجنوبية، بالإضافة للساحل الغربي لأميركا الوسطى.

وقال المحللون السياسيون إن النظام الإيراني يدرك أنه لا يستطيع حماية حدوده، ومع ذلك يصر على الاستعراض العسكري غير المبرر، مشيرين إلى أن مغامرات النظام الإيراني أفقدته أسباب بقائه في الحكم سيما وأن هناك ملايين الإيرانيين بحاجة إلى الأموال التي يتم إهدارها في المجال العسكري بدلا من توجيهها لمشاريع تنموية يستفيد منها الشعب وتحد من أزمات الفقر والبطالة.

 


 أسباب الغضب


 إهدار أموال الدولة في خدمة توجهات النظام الاستفزازية


 الحجم الكبير للأموال التي يتم إنفاقها في المجال العسكري


 إهمال الأزمات

 الداخلية للشعب الإيراني وسوء الخدمات


 استمرار الإجراءات القمعية تجاه المناهضين للنظام


 فقد النظام لأسباب بقائه في ظل استمرار الأزمات