أبها: الوطن

قال معهد brookings للدراسات، في تقرير له، إنه رغم الأزمات التي تعاني منها قارة إفريقيا، ومن بينها الفقر والهجرة الإجبارية، إضافة إلى تسلل التنظيمات الإرهابية، فإنه أصبح من الممكن تحويل هذه القارة من «صندوق سريع الاحتراق من الإرهاب» إلى قوة اقتصادية صاعدة.  وأوضح التقرير أن «قارة إفريقيا شهدت في السنوات العشر   الأخيرة 8 تحولات لافتة، وباتت تعمل على تشكيل مصيرها الخاص بها، ومن ثم يجب أن يشار إليها بأنها»الفرصة الإفريقية«بدلًا من»الخطر الإفريقي«، مضيفا أن أبرز هذه التحولات تكمن في تحسن الحكم بشكل كبير في 34 دولة إفريقية، وتراجع نسبة الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر، والاتجاه نحو تحسين الخدمات الصحية، إلى جانب تقليص المساواة بين الجنسين في التعليم، ومنح النساء مقاعد بالبرلمان.  ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى عدم تجاهل التقدم الذي تشهده إفريقيا والعمل على تحقيق نتائج إيجابية أسرع لدول القارة، مبينا أن دعم إفريقيا سيجعل الحكومات والمواطنين والمؤسسات بالقارة في وضع أفضل لمواجهة التحديات، بما ينعكس بالإيجاب على القارة والعالم.


تطورات ملحوظة


تطرق التقرير إلى التطورات التي شهدتها القارة الإفريقية، وقال إنه منذ بداية سنة 2015، مرت إفريقيا بأكثر من 27 تغيرا قياديا، مؤكدًا هذا الأمر باندفاع القارة نحو مسؤولية وديمقراطية أفضل، مستشهدا في ذلك بدول مثل موريشيوس وبوتسوانا وجمهورية الرأس الأخضر وناميبيا وغانا، حيث تحتل جميعها مراتب عالية نسبيًا كدول مستقرة سياسيًا ودول ديمقراطية.

وأضاف:»هذه الدول، وكذلك الديمقراطيات المتصاعدة في أرجاء إفريقيا، تخدم كجهات مشجعة للشركاء العالميين بأنه بالإمكان تحقيق الاستقرار في جميع أرجاء القارة«.

ولفت التقرير إلى تحسن الحكم خلال السنوات العشر الأخيرة، بشكل كبير في 34 دولة إفريقية، تضم نحو 72% من مواطني القارة، مبينا أن التحسنات الكبيرة تمت ملاحظتها في المشاركة وقوانين الحكم والحقوق من بين تصنيفات أخرى، كما أنه لوحظ تحسن مستوى الشفافية والشعور بالمسؤولية.

 


تحديات مهمة

حسب التقرير فإن الإنتخابات في بعض الأحيان يتخللها الفساد والتزييف، كما أن الإصلاحات في بعض أبعاد الحكم تراجعت في السنوات الأخيرة أو أنها لم تصل إلى جميع الدول، غير أن الدول الإفريقية ليست جاهلة بهذه التحديات، لاسيما بعد قيام الاتحاد الأفريقي بتخصيص العام 2018 لـ»ربح الحرب ضد الفساد«، مع ازدياد تعلم المواطنين، حيث أصبحوا أكثر استعدادًا على تحميل المسؤولين المنتخبين مسؤولية تلبية احتياجات الناس. وأضاف التقرير أن الاتحاد الإفريقي حدد سنة 2019 على أنها»سنة اللاجئين والعائدين والمشردين داخليًا في إفريقيا«، وقال:»هذا الإجماع على أهمية الحلول للتشرد الإجباري يعتبر مؤشرا على مبادرة القادة لإنشاء وبناء حل مستدام لمشاكل الهجرة. وأشار التقرير إلى أن الدول الإفريقية مازالت تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، مبينا أن أوغندا وإثيوبيا وكينيا مجتمعةً تستضيف نحو 2.8 مليون لاجئ، وذلك رغم أن حكومات هذه الدول تعاني من قلة مواردها، داعيا تحقيق المزيد من التقدم بالقارة من أجل تقليل عدد الصراعات، ومن ثم عدد اللاجئين.


تراجع عدد الوفيات


قال التقرير إنه رغم وجود نحو 18 صراعا في الدول الإفريقية في العام 2017، إلا أن عدد الوفيات كان منخفضا نسبيًا، حيث يعتبر هذا العام «أقل تاسع سنة عنفًا في إفريقيا منذ 1950»، كما أن العديد من الصراعات في السنوات الأخيرة يمكن تفسيرها بسبب ظهور تنظيم داعش وهو يمثل مشكلة عالمية، أيضا فإن معظم الصراعات مقيدة جغرافيًا، وتحدث داخل عدد محدود من الدول، في مناطق جغرافية محدودة.

ولفت التقرير إلى الوضع في راواندا، والتي عانت من اضطرابات طويلة بينما أصبحت الآن نموذجا للاستقرار والنمو الاقتصادي، كما وقعت إرتريا وإثيوبيا اتفاقية سلام أنهيا من خلالها عقدين من الحرب والعداوة.  ودعا التقرير الدول الإفريقية إلى المطالبة بمبادرات سلام أكثر وفي نفس الوقت دعم اللاجئين والسكان المتضررين من الصراع على أن يحسنوا من الاستقرار والنمو أكثر في القارة، كذلك الالتفات إلى مشكلة التغير المناخي التي يتم تجاهلها من قبل المجتمع الدولي.


خدمات الصحة

أشار التقرير إلى إصلاحات الخدمة الصحية التي تم إنجازها في إفريقيا خلال العقود الماضية، حيث كانت هنالك تراجعات كبيرة في وفيات الأمهات والأطفال، وتراجع سوء التغذية المزمن بين الأطفال تحت سن الخامسة بحوالي 10 نقاط مئوية عن سنة 1995، وباتت معظم الدول تحقق تقدما جيدا في أمراض الأطفال التي يمكن الوقاية منها وكذلك الأمراض المعدية. وذكر التقرير أن فيروسات الإيدز والملاريا مستمرة في كونها ذات تأثير منتشر على الإفريقيين، ولكن خيارات العلاج تتحسن، كما أن العمر الافتراضي وتجارب الحياة الصحية كليهما تتزايد.


التحديات الاجتماعية

وفقا للتقرير فقد تراجعت نسبة الناس الذين يعيشون في فقر شديد في إفريقيا، خلال العقود الماضية، حيث يتوقع أن تقضي إثيوبيا على الفقر الشديد بحلول 2050، بينما هنالك نحو 40% من الفقراء جدًا بإفريقيا، ويتوقع أن يتركز وجودهم في نيجيريا و جمهورية الكونغو الديمقراطية بحلول 2030، مايعني أن التحدي التالي سيكون تقليل الفقر في جميع الدول، وتحقيق تقدم كبير في أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحددة بحلول 2030.


 التعليم

 


أوضح التقرير أن عدد الأطفال الإفريقيين الملتحقين بالمدرسة الابتدائية بدأ يزيد منذ سنة 2000، من 60 مليونا إلى 150، كما أن معدلات تعلم الكبار ارتفعت بحوالي 10% عن سنة 1995، وتقلصت الفجوة بين الجنسين جزئيًا بسبب إصلاحات المساواة بين الجنسين في التحاق المدارس، داعيا إلى زيادة مساواة الجنسين، خصوصًا في مجال العلوم، في حال رغبة الدول الإفريقية تحقيق نجاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية أكثر.

وبين أن تحسين المساواة بين الجنسين برزت في 11 دولة إفريقية، تحتل النساء فيها تقريبًا ثلث المقاعد البرلمانية، وهو رقم يزيد عما هو موجود في الدول الأوروبية و الولايات المتحدة، كما أن النساء ومواطني الدول الديمقراطية والموظفين سيتلقون مزيدا من الحكم الذاتي والسلطة في جميع أرجاء إفريقيا لأن القادة قد بدأوا يستوعبون الحاجة إلى المشاركة الشاملة. وأكد التقرير أن القادة الإفريقيين الشباب ليسوا خائفين من بعض التحديات، وأنهم من خلال ذلك يبنون الجسور مع الشتات، رابطين إمكانية إفريقيا ببقية العالم، بما يؤكد أن إفريقيا ليست خطرًا وإنما هي فرصة حقيقية يجري تشكيلها.


التحولات الـ8


تغير أكثر من 27 تغيرا قياديا، ما يعني اندفاع القارة نحو مسؤولية وديمقراطية أفضل


تحسن الحكم خلال السنوات العشر الأخيرة، بشكل كبير في 34 دولة إفريقية.


 التصدي لمشكلة التشرد الإجباري بما يعتبر مؤشرا على بناء حل مستدام لمشاكل الهجرة.

 


 زيادة عدد الأطفال الملتحقين بالمدرسة الابتدائية منذ سنة 2000، كذلك زيادة معدلات تعلم الكبار.


 تحسين الخدمة الصحية وتراجع عدد الوفيات، وانخفاض سوء التغذية المزمن بين الأطفال.

 


تراجعت نسبة الأفارقة الذين يعيشون تحت خط الفقر.


تقليص المساواة بين الجنسين في التعليم ومنح النساء مقاعد برلمانية.


القادة الإفريقيون الشباب يبنون الجسور مع الشتات، ولديهم إصرار على مواجهة التحديات.