حسنا فعلت نادين البدير باستضافة عبده خال في أولى حلقات برنامجها الجديد اتجاهات الذي تقدمه على روتانا خليجية، وتابعته بعد اتصال من أحد الأصدقاء أخبرني فيه عن اللقاء الذي عرض مساء الاثنين الماضي، إذ إن اسم روتانا قبل ذلك ارتبط لديّ بالطرب والغناء والموسيقى. وكانت حالة جميلة أن تتغير الصورة لأتابع على إحدى الروتانات برنامجا ثقافيا جدليا إلى حد ما، يناقش قضايا الرواية الجديدة وإشكاليات الرقابة ومآزق التابوهات المحرمة...
خلال اللقاء كان الروائي عبده خال يتحدث بأريحية ومن غير تكلف غالبا، وأحيانا حاول التملص كما حدث حين كررت عليه نادين مؤكدة ما يحدث من إصرار كتاب الرواية على إقحام الجنس في كل أعمالهم تقريبا ليظهر كأنه من الهواجس المجتمعية، أو تظهر الحالة كأن الكتابة من غير توظيف الجنس تفقد الرواية الجاذبية والإقبال..
ربما نحتاج في فضائنا العربي إلى برامج ثقافية واعية جادة وجدلية تحاكي الواقع وتواكب التطور الذي تعيشه الساحة الإبداعية، فبعض البرامج الثقافية التي تعرض صارت مملة إلى درجة لا توصف، ومنها ما تبدأ كل حلقاته بمشهد للمقدم وهو يمشي بجوار الضيف في مدينة الضيف.. ثم تنتقل اللقطة إلى منزل الضيف، ويستمر الحوار الذي يكون فيه مقدم البرنامج أهم من الضيف من خلال تركيز الصورة عليه.
من الأمور التي لم يكن عبده خال فيها موفقا خلال الحلقة هو قوله ـ ربما من باب المودة ـ حين عرجت مقدمة اتجاهات على جائزة بوكر بأن بوكر تتشرف باسم رجاء عالم، وهذه الجملة التي أسميها مبالغة لا تقلل من قيمة كتابات رجاء التي نقدرها ونثمنها، لكن جائزة بوكر أيضا لها اسمها وتاريخها بدليل الاحتفاليات الكبيرة التي أقيمت لعبده خال نفسه إثر فوزه بها من قبل، وما فرعها العربي الذي أخذ اسمها ولم يأخذ اسما عربيا برغم أنه عربي التمويل إلا من الأمور التي دعت إليها قيمة الجائزة وعالميتها، بعد أن عزّت علينا نوبل للآداب إلا من مرة يتيمة.