أعتز في حالات أنني أحد منسوبي الوسط الرياضي السعودي, عندما أرى المجتمع بكافة شرائحه ومستوياته وأذواقه يندمج ويتواصل بعفوية مع حالة أو موقف الرياضة هي أساسه ومنبعه ومكونه الوحيد.
دعاني إلى هذه المقدمة رصدي ومتابعتي لأكثر من مرة لحالة رياضية متميزة بالعاصمة الرياض لا دخل لها بالركض ولا بالمدرج ولا التصفيق ولا المماحكات بين هذا وذاك، كما هو شأن وواقع الفرق الجماهيرية أينما ذهبت.
هذه الحالة معنية بمتجر نادي الهلال بالرياض, هذا المعلم التسويقي الرياضي المذهل، وأعني هذه الكلمة جيدا، لأنني عايشت متاجر مماثلة لأندية عالمية كمانشستر يونايتد وليفربول والريال وبرشلونة وآرسنال في أكثر من مكان، إلا أن جميعها لم يكن بمستوى متجر الهلال.
وبعيداً عن اسم النادي المختص به هذا المتجر, فإنه يبدو مقنعاً من جميع النواحي، كجودة تصميم المكان وكفاءة فريق العمل وتعدد الوحدات المعروضة وأساليب الصناعة واستثمار اللون والرموز, والإقبال المميز من أفراد وأسر تأتي بكامل أفرادها للوقوف على فخامة المتجر، بل إنني رصدت حالات من الأسر ليست من الرياض وليست هلالية، لكنها كانت تتنقل في جوانب المتجر بكل أريحية ونفسية رضية وإعجاب بما يرونه, وسمعت بعضهم يتساءلون عن الأندية الجماهيرية الأخرى: أين هي من مثل هذه الخطوة المتميزة؟
قبل أن أعد العدة لكتابة (رؤية حرة) عن هذا المكان (المعلم) والحالة الجميلة من التلاقي الرياضي الذي يجمع أطياف الأندية تحت سقف (أزرق) وبحرفية تأخذ العين قبل العقل من روعة تصاميم لم نعتدها في مواقع أنديتنا الرياضية أو حتى الاتحادات، زرت المتجر للاطلاع أكثر من خمس مرات حتى تكون انطباعاتي ليست وليدة (الصدمة الجميلة) كما هي النفس البشرية تتأثر بوقع اللحظة الأولى والعبارة الأولى والنظرة الأولى, هذا ما تربينا عليه في أدبنا وثقافتنا العربية, إلا أن تزايد وتراكم الحالات المفرحة بهذا الحيز الجميل من عاصمتنا قبل أن يكون من رياضتنا، ساهم ناد عزيز من أنديتنا الرياضية في ايجاده بفكر وإقدام وأسبقية تحسب لكل القائمين على هذا المشروع المثلج للصدر لكل من زاره وشاهد مكوناته الرمزية. وهذه الرؤية التي خرجت بها جاء ما يؤكدها من خلال معلومات تحصلت عليها، مفادها أن العمل جار على افتتاح عشرة مواقع جديدة سواء بالرياض أو في جدة والدمام وبريدة، رغبة من النادي والشركة المنفذة في تلبية الطلب المتزايد من الجماهير الرياضية عامة والهلالية خاصة, فضلا عن خطوة جدا رائعة قريبا ستنفذ، وهي أن موقع المتجر في الشبكة العنكبوتية سيبدأ مطلع مايو المقبل في استقبال الطلبات إلكترونيا ومن ثم العمل على تلبيتها وإيصالها للراغبين أينما كانوا في السعودية أو الخليج أو الدول العربية، وهي فعلا خطوة ستكون نقلة في العمل التسويقي الرياضي نتمنى لها النجاح إن شاء الله تعالى.
ولا يفوتني هنا أن أنوه بجهود فرق العمل بالمتجر الذين يتحدثون مع عملائهم باللغتين العربية والإنجليزية وبروح الألفة والتعاون. كما أشكرهم على منحي الكثير من المعلومات الدقيقة حول هذا المعلم المشرف, متمنيا أن نشاهد بقية أنديتنا واتحاداتنا الرياضية تحذو حذو هذه الخطوة الهلالية الرائعة.
ويشكر المفكر عبدالله بن مساعد (مع حفظ الألقاب) على هذا المشروع التسويقي المثالي.