تعتبر مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل خلال حرب يونيو 1967، منطقة إستراتيجية تطل على شمالي فلسطين التاريخية ومناطق في الأردن ولبنان، كما أنها لا تبعد كثيرا عن العاصمة السورية دمشق، حيث تبعد فقط 60 كلم وتقدر مساحة مرتفعات الجولان بحوالي 1800 كيلومتر مربع، وهي عبارة عن هضبة صخرية تطل على المستوطنات والمدن الإسرائيلية في الشمال الغربي، كما تحتوي على كثير من الموارد الطبيعية، فهي أرض زراعية خصبة، يشتهر أهلها من العرب السوريين، جلهم من أفراد الطائفة الدرزية الذين يتمسكون بهوية الجولان السورية ويرفضون الجنسية الإسرائيلية، يشتهرون بزراعة التفاح، في حين تستغلها إسرائيل في زراعة العنب من أجل إنتاج النبيذ. وتوقيع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرار اعتراف رسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة أثار استنكار الأمة العربية بصفة خاصة والأمة الإسلامية ودول العالم بصفة عامة، على هذا القرار الذي يزيد من غطرسة دويلة إسرائيل. وقد أعربت المملكة العربية السعودية -حفظها الله بحفظه- عن رفضها التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، وأكدت موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغير في الحقائق شيئا، وأن إعلان الإدارة الأميركية هو مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وللقرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967، ورقم (497) لعام 1981، وستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة. إنه إعلان غير مسؤول ويعد خرقا للقانون الدولي وانتهاكا خطيرا للاتفاقات الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ويهز أركان وثوابت النظام الدولي، وبدون شك فإنه تحدٍّ غير مسبوق لإرادة دول العالم ومساعدة الاحتلال البغيض واغتصاب الأرض بالقوة، وزيادة التوتر والاحتقان وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم.