مرة جديدة تؤكد الجيوش أنها تمتلك كلمة السر في عمليات التغيير على مستوى الأنظمة في الدول العربية، وهو ما تكرس، أمس، بإعلان الجيش السوداني «اقتلاع» نظام الرئيس عمر البشير واحتجاز الرئيس «في مكان آمن»، متخذا موقف قوى التغيير، ورافضا «المعالجات الأمنية» في مسألة الاحتجاجات الشعبية.

دول حسمت الجيوش التغيير فيها

السودان

الجزائر

مصر

تونس


مرة جديدة تؤكد الجيوش أنها تمتلك كلمة السر في عمليات التغيير على مستوى الأنظمة في الدول العربية، وأنها تمتلك مفاتيح تغيير موازين القوى لصالح طالبي التغيير أو الأنظمة، وهو ما تكرس، أمس، بإعلان الجيش السوداني «اقتلاع» نظام الرئيس عمر البشير واحتجاز الرئيس «في مكان آمن»، متخذا موقف قوى التغيير، ورافضا «المعالجات الأمنية» في مسألة الاحتجاجات الشعبية.

ولحق الجيش السوداني بسابقيه الجزائري والمصري والتونسي، في اختيار جانب قوى التغيير، بينما لعبت جيوش سورية واليمن وليبيا أدوارا متباينة في هذا الجانب، ولذا كانت المآلات مختلفة في تلك البلدان، مما يؤكد أن لكل جيش من الجيوش العربية حالته الخاصة وعلاقته بالحكم والمؤسسات المدنية.

وتباين سلوك الجيوش العربية في ظل الربيع العربي، ففي كل من تونس ومصر حسم الموقف لصالح قوى التغيير، ففي كليهما انقلب الجيش على النظام القديم في لحظة تاريخية وأسهم في إنقاذ البلدين من مجزرة وكارثة وطنية.

أما الجيوش في كل من: اليمن وليبيا وسورية، فلها أدوار مختلفة. في ليبيا، تحول الأمر إلى مواجهة عسكرية، حيث قام الجيش وقواته بتصفية كثير من المتظاهرين مما دفع قطاعات من الجيش للانضمام إلى الثوار، ففي ليبيا وقعت سلسلة انشقاقات في صفوف الجيش (إن صحت التسمية)، بينما بقيت قطاعات رئيسة منه مع القذافي وأبنائه إلى أن حسم الوضع بفضل تدخل دولي وقتال قادته المعارضة الليبية.

​​وفي اليمن، انقسم الجيش بين تأييد لصالح وتأييد للثورة التي حاول الحوثيون تشويهها خدمة لأجندة خارحية.

وفي سورية، قاتل السوريون في معركة استخدم فيها الجيش السوري قدراته النارية لقتل المعارضين والمتظاهرين السلميين، ورغم الانشقاقات التي شهدها فإنه اختار جانب النظام على حساب الثورة، حيث ظل السواد الأعظم من الجيش متماسكا ومواليا لبشار الأسد لأسباب تتعلق بالتنشئة وعوامل الطائفة وغيرها.

دور مفصلي

لا تعود أدوار الجيوش العربية إلى مرحلة ما يسمى بالربيع العربي، فقد لعب بعضها أدوارا مؤثرة على الدوام في تاريخ بلدانه، ففي مصر مثلا، انقلب على عرش الملك فاروق في 23 يوليو 1952، ومنذ ذلك التاريخ وهو يلعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية للبلاد.

كما عاد ليظهر بقوة حيث أطاح بحكم الإخوان والرئيس محمد مرسي خلال سنة واحدة فقط من حكمهم، وبعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاح الجيش فيها بالرئيس حسني مبارك، أدركت المؤسسة العسكرية التي تولت الحكم في الفترة الانتقالية أنها الأقوى على الساحة السياسية، وأن الأحزاب والجماعات السياسية أكثر ضعفا مما كانت تتصور، ولذا بقيت ممسكة بزمام المبادرة.

ومثلما فعل الجيش المصري فعل كذلك نظيراه التونسي والجزائري، ففي المجتمعات المصرية والتونسية والجزائرية الأكثر تجانسا، بحكم تكون الطبقة العاملة والاتحادات والمجتمعات المدنية، كان من الصعب زج الجيش في الحرب والقتال ضد الشعب، فالتكوين النفسي للجيش المصري مرتبط بكونه انعكاسا للمجتمع، فهو جيش وطني مثله في هذا مثل الجيشين التونسي والجزائري، لا يقوى على مواجهة شعبه، بحكم ارتباط قادته بمهمته التاريخية وهي حماية الوطن والحدود.

الجيش السوري

في المقابل، ورغم امتلاك الجيش السوري تاريخا وطنيا، فإن تسييسه بصورة كبيرة وهدم روحه الاحترافية في ظل حكم حزب البعث، وكونه أصبح ملاذا لطائفة علوية كانت مهمشة قبل انقلاب الأسد عام 1970، وكون الأسد قد همش دور الطوائف الأخرى فيه، وأهمها الطائفة السنية (تمثل أغلبية السوريين)، فقد ضعف، وارتبط بتوجهات عائلة الأسد.

ولأن جيش الأسد قام على الخوف من الآخرين من أبناء الوطن، فقد تحول إلى قوة تحمي النظام وليس الوطن والأرض والمستقبل، وعاش حالة انشقاق نفسي ومعنوي وأخلاقي وضميري انعكس بحالات تمرد وانسحاب وهروب، لكنها لم تكن مؤثرة في ظل بنيانه وقيامه على الطائفة العلوية المسيطرة على مراكز القوة فيه.

ليبيا

في ليبيا، أدى تهميش العقيد الراحل معمر القذافي عبر تخفيف الميزانيات وتقليل التسليح وتحويل الميزانيات لكتائب خاصة لحماية النظام، إلى انهيار الجيش وتفككه التام، ولذا انشق من انشق وعاد من عاد إلى منزله.

لقد أكدت ثورات الربيع العربي أن قتال الجيوش ضد الشعوب مدمر للجيوش ولقدراتها الوطنية، وهو في النهاية مدمر للنسيج الوطني. هذا ما أمكن تفاديه في مصر وتونس والجزائر ولم يتم تفاديه في سورية وليبيا واليمن.

ترتيب الجيوش على مستوى العالم 2019

مصر

الترتيب 12

920 ألفا إجمالي أفراد القوات المسلحة

440 ألف جندي نشط

480 ألف جندي احتياط

1.092 طائرة مقاتلة

2.160 دبابة

4.400 مليارات دولار ميزانية الدفاع

الجزائر

الترتيب 27

280 ألفا إجمالي أفراد القوات المسلحة

130 ألف جندي نشط

150 ألف جندي احتياط

2.475 دبابة

551 طائرة مقاتلة

10.570 مليارات دولار ميزانية الدفاع

سورية

الترتيب 50

142 ألفا إجمالي أفراد القوات المسلحة

142 ألف جندي نشط

457 طائرة مقاتلة

5.035 دبابة

1.872 مليار دولار ميزانية الدفاع

السودان

الترتيب 69

189 إجمالي أفراد القوات المسلحة

104 آلاف جندي نشط

85 ألف جندي احتياط

191 طائرة مقاتلة

410 دبابات

2.470 مليار دولار ميزانية الدفاع

الثورات

مصر

25 يناير 2011

يوم غضب في مصر احتجاجا على الفقر والبطالة

11 فبراير 2011

قرر الرئيس محمد حسني مبارك تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية

تكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد

الجزائر

22 فبراير 2019

احتجاجات ترفض العهدة الخامسة

11 مارس 2019:

أعلن الرئيس بوتفليقة انسحابه من الترشح للانتخابات.

سورية

15 مارس 2011

بدأت احتجاجات غير مسبوقة في البلاد

يوليو 2011

أعلن ضابط منشق عن الجيش السوري من تركيا انشاء «الجيش السوري الحر».

1 مارس 2012

سيطر الجيش السوري على حي باب عمرو في مدينة حمص، الذي كان يشكل رمزا لـ»الثورة السورية».

17 يوليو 2012

أطلقت فصائل مقاتلة معركة دمشق.

اعتبارا من 2013

بدأت مروحيات وطائرات السلاح الجوي بإلقاء البراميل المتفجرة

السودان

19 ديسمبر 2018

بدء مظاهرات عمت أرجاء البلاد

22 فبراير 2019

البشير يحل حكومته ويعلن الطوارئ لمدة عام في السودان

6 أبريل 2019

آلاف المتظاهرين يسيرون باتجاه مقر إقامة الرئيس السوداني عمر البشير ووزارة الدفاع في وسط العاصمة في إطار احتجاجات مناهضة للحكومة

11 أبريل 2019:

صدور بيان القوات المسلحة وإعلان المجلس الانتقالي بقيادة الفريق الركن عوض بن عوف

حظر التجول