أعتقد أن هناك إمكانية وفرصة واحدة ليجتمع العرب وهي تتمثل في أن نعقد بكائية ولطمية نلعن فيها إسرائيل.

إننا لا نستطيع أن نجتمع على أي شيء سوى ذلك، ونحن سعيدون جداً أن هناك مشجبا نعلق عليه كل قصص الفشل العربي، ولست أبالغ لو قلت إن هناك بعض الطلاب الذين فشلوا في الدراسة في الخارج قد يهمس لك أن هناك يهوديا في الجامعة الغربية تآمر على طرده.

في الحقيقة هذا المشجب الإسرائيلي تسبب بقصد أو بغير قصد في ظهور آلاف الشعراء العرب، الذين يعلقون الشال الفلسطيني على رقابهم، وهم ينشدون البكائيات العربية مع الأيمان الغليظة بأننا لن ننسى وهم فارغون فاشلون، يمتهنون الصراخ والبكاء ثم الانبطاح تحت المكيفات بلا عمل جاد.

ومشجب إسرائيل أيضاً خلف مئات الروايات العربية حول البطولات التي لم تحرر شبراً من الأرض المقدسة، لكنها صنعت مئات الأبطال الوهميين، الذين اكتشفنا في ما بعد أنهم مجرد أكاذيب انتهت برؤية زوجاتهم يعشن في القصور الباريسية، والفلسطينيات يتلقين العزاء في أطفالهن الذين ردت إسرائيل على حجارتهم الصغيرة بقنابل لا تبقي ولا تذر، وزوجة ياسر عرفات أنموذجاً.

ونحن نستخدم مشجب إسرائيل لنبرر كرهنا لبعض، فالفلسطيني الحاقد على السعودية لا يقول لأنه في بلد يعيش الحاضر ويسعى لتميزه، بل بدعوى أنها ربما وقعت تحت الطاولة مع إسرائيل، ألست أنت وقومك من وقع فوق الطاولة مقابل حارة اسمها غزة.

ثمة حل واحد لننهي حياة هذا المشجب ونواجه فشلنا وأحقادنا وكل من يستخدمنا لخدمة أهدافه، وهو أمر صعب، لكنه ممكن جداً وسهل، لكنه يحتاج لمقال آخر الأسبوع المقبل، تكملة لهذا المقال الذي استعرت عنوانه من الزميل خلف الخلف.