يبدو أن كرم الضيافة وحفاوة الترحاب وحرارة الاستقبال الصادرة من أبناء مكة قد فاجأت الكثير من الزوار الذين قدموا إليها من شتى أصقاع الأرض قاصدين بيت الله الحرام لأول مرة، أقول ذلك فور أن علت ملامح الحيرة وأمارات الاستفهام والتعجب وجوه المعتمرين، وبدت علامات الدهشة عليهم، منذ أن وصلوا إلى منافذ الاستقبال وقبل أن يحطوا رحالهم على ثرى أرضها زادها الله شرفا ومهابة، ففي ظل المساعي والجهود الرامية إلى توفير سبل الراحة التي يطمح إليها المسؤولون من خلال إيجاد وتهيئة الظروف الجالبة لعوامل الطمأنينة والسكينة بين لفيف المعتمرين، وضمن الاستعدادات التي تجريها مجموعة كشافة شباب مكة لاستقبال الأفواج القادمة إليها في هذا الشهر المبارك، فقد رصدت وسائل التواصل الاجتماعي تلك الخدمات وأبرزت صورها الخفية من خلال مشاهير السناب شات، لاسيما تلك الشريحة الواسعة من أفراد الكشافة الذين تناثروا في الطرقات وفي زوايا وأركان أم القرى وجنبات بيت الله الحرام، كل ذلك مدعاة للفخر للأثر البالغ على نفسيات ومعنويات الزوار من المعتمرين والصوام. إن المنظومة المتكاملة التي تضافرت فيها الجهود، وجسدت عبرها عمق التلاحم بين المجموعة بهدف الارتقاء بمشروع تعظيم البلد الحرام، وتوفير كل الخدمات التي يحتاجها الزائر بعيدًا عن الانتقائية والإقصاء اللتين تمارسان في كثيرٍ من بلدان العالم، آتت أكلها ضعفين، أولا حين أُسعدت هذه الوجوه الجموع الغفيرة من الزوار بابتسامة بريئة أراحت وأسعدت الكثير من الضيوف الكرام، لا لشيء سوى الرغبة الداخلية في اقتناص الفرص لكسب الأجر والمثوبة ثم التأسي بمنهج نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم السراج المنير والهادي البشير، وثانيا حين ترجم هذا الفريق على أرض الواقع مفهوم الجسد الواحد بمظاهر التودد والتراحم لكافة الشعوب العالمية المتواجدة على صعيد أم القرى، فعلى ما ارتضوه من حمل وعبء على عاتقهم من خلال المسؤوليات المتعددة التي يقومون بها ما هم إلا مرآة لباقي أفراد النسيج المكي الذي يعكس نموذجا من تلك النماذج المعهودة عنهم والمختلفة كليا عن كل النماذج العربية والعالمية وعن كل المعايير البشرية الأخرى، وهذا ديدنهم في العطاءات المتدفقة في شهر رمضان المبارك، لقد نالت مظاهر الود والبشاشة النابعة من القلب استحسان الجميع، كل ذلك وغيره أدى إلى دفع غير واحد من كشافة شباب مكة المكرمة ومن أبنائها البررة إلى العطاء والبذل بما تجود به نفوسهم، عطفا عن الصفات والمميزات التي انفردوا بها في إفطار الصائمين في محيط بيت الله الحرم، من هذا المبدأ وذاك المنطلق أود أن أسجل شكري الحار لكامل أفراد الفريق الكشفي على هذا الظهور المشرف.