عن المؤتمر الأول أذكر باختصار، أن مفهوم (الوسطية والاعتدال) مفهوم عظيم للغاية، ولو تمعنا فيه سنجد أنه يقابل مفهوم الغلو والتشدد والإفراط من جهة، ويقابل مفهوم الجفاء والتساهل والتفريط من جهة ثانية، أما الوثيقة المرتقبة، (وثيقة مكة المكرمة)، فهي الميثاق الأمل للمسلمين، والمتوقع أنها ستتضمن قواعد الخلاف التي تحكم علاقة المسلمين ببعضهم، والأصول والثوابت المحكمة الجامعة لهم، بما يعزز العلاقات بين المذاهب والطوائف المسلمة.
أما المؤتمر الثاني -والذي كان مقررا استضافة جمهورية غامبيا الإسلامية له- فلا أشك إلا أنه أحد البراهين على الهم الكبير الذي يحمله قائد البلاد -سدده الله- بسبب القضايا المهمة، التي يمر بها العالم الإسلامي، والتطورات الأخيرة على المشهد العام، ومن المرجح أن يتضمن كثيرا من النقاط والمحاور التي تصبّ في خدمة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والتأكيد على ضرورة التزامها بتعزيز وحدتها، صوناً للسلم والأمن، وتحقيقا للاستقرار والازدهار، انطلاقا من روح دينهم العظيم.
مكة المكرمة تجاربها ناجحة مع مؤتمرات القمة الإسلامية، ففيها عقدت الدورة الاعتيادية الثالثة: دورة فلسطين والقدس الشريف، في ربيع عام 1401، برئاسة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، ثم عقدت الدورة الاستثنائية الثالثة: مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، في ذي القعدة عام 1426، تلتها الدورة الاستثنائية الرابعة: تعزيز التضامن الإسلامي -في نفس وقت مؤتمر القمة القادم: 26 رمضان- عام 1433، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، والمسلمون اليوم على يقين بنجاح المؤتمرين المرتقبين، لأن همومهم وإن كانت عظيمة، فإن (الرعاية السامية) كفيلة بعون الله، على إزالتها، وإيقاف المتربصين والحاقدين.
ABFadaaq@