شواهد حضارية
يعكس ذلك اهتمام ولي العهد وحرصه الشديد على المباني التاريخية في المملكة والمحافظة عليها، وتأكيدا على عناية القيادة الرشيدة على استمرارها وبقائها كشواهد حضارية وبقائها كدليل على العمق الحضاري للمملكة، وانسجاما مع متطلبات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) لتسجيل جدة التاريخية في سجل التراث العالمي المتوافق مع رؤية المملكة 2030، مع توجيهه بأن يتم الترميم بسواعد وطنية من الشباب السعودي، وتحت إشراف فنيين ذوي خبرة بالمباني التاريخية، وأن يتم التنفيذ وفق التصميم العمراني المميز لجدة التاريخية وعناصرها المعمارية الفريدة إذ إن بعض البيوت تحمل معالم أثرية يزيد عمرها على 500 عام.
مختلف الأصعدة
حرصت الهيئة العامة للأوقاف وبحكم نظارتها على عدد كبير من الأوقاف من مبان ومواقع تاريخية في هذه المنطقة على العناية بها والعمل على تطويرها لتحقيق أهداف الموقفين في الاستمرار من الانتفاع من أعيان أوقافهم، وبما تتواكب مع تطلعات القيادة الرشيدة في تطوير المنطقة التاريخية في جدة وجعلها أنموذجا مميزا يحكي إرثا تاريخيا كبيرا ويكون شاهدا على عراقة هذه البلاد المباركة ومكانتها الحضارية. واستجابة لتوجهات القيادة الرشيدة في هذا المجال أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأوقاف المهندس أحمد الراجحي، أن مبادرة سمو ولي العهد تأتي امتدادا للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة أيدها وعلى مختلف الأصعدة لتحقيق تلك الرؤية الثاقبة والتي تعد بمستقبل مشرق لأبناء هذا البلد المعطاء.
مهارات وخبرات
بين الراجحي أن القيمة التاريخية والحضارية والإسلامية للمواقع التاريخية الوقفية في هذه المنطقة ستكون أحد عوامل الجذب السياحي الكبير لهذه المنطقة وسيخلق فرصا استثمارية كبيرة وسيعزز من تمكين الشباب السعودي في تطوير هذا البلد المبارك، حيث إن مشاركة الشباب في تطوير هذه المواقع سينتج عنه اكتسابهم مهارات وخبرات كبيرة وسيخلق فرصا وظيفية كبيرة، مما سينعكس أثره على التنمية، وبين الراجحي أن الهيئة العامة للأوقاف سيكون لها دور فاعل في تحقيق هذه الرؤية الثاقبة لهذه المنطقة الواعدة وستعمل على الإسهام في تطوير ما يخصها من مواقع أثرية وتاريخية وسيتم تطويرها بأيد سعودية وشركات وطنية، مثمنا هذه المبادرة والتي تعد إحدى المبادرات النوعية والتي ستجعل من هذا البلد وطنا طموحا بقيادته الحكيمة وبسواعد أبنائه الأوفياء، بإذن الله.
تحقيق الأهداف
أوضح محافظ الهيئة العامة للأوقاف عماد بن صالح الخراشي، أن الهيئة العامة للأوقاف ومن منطلق مسؤوليتها عن الأوقاف ورعايتها في هذه المنطقة المهمة فقد خصصت مبلغ 100 مليون ريال لترميم عدد من المباني الوقفية العتيقة والأربطة القديمة والمساجد التاريخية القديمة التي لم تشملها قرارات الترميم، والتي ستسهم في تطوير الأوقاف في هذه المنطقة لتكون أحد الشواهد التاريخية في منطقة جدة التاريخية ويسهم في المحافظة عليها وتطويرها، وتحقيق أهداف الموقفين.