طالبت دراسة علمية تبنتها وترجمتها إدارة البحوث والسياسات في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، بتنشئة الطلاب في المدارس على برنامج الفنون الشامل، الذي يتضمن الموسيقا والفنون البصرية والكتابة الإبداعية والمسرح والأداء الحركي والتقدير الثقافي، كونها تعد أمرا ضروريا للتربية المتوازنة.

التطور المعرفي

ذكرت الدراسة ـ التي اطلعت عليها «الوطن» ـ أن «الفنون تعد أمرا ضروريا للتربية المتوازنة، كما أنها ذات فوائد خاصة للتطور المعرفي والعاطفي والحركي لجميع الطلاب، ولها مزايا خاصة للمتعلمين الموهوبين وذوي القدرات، ولكن في كثير من الأحيان، عندما تكون موارد المدرسة محدودة، يتم تخفيض تمويل تعليم الفنون أو إلغاؤه»، وأضافت أن «الجمعية الوطنية للأطفال الموهوبين NAGO أشارت إلى أن تعليم الفنون أمر أساسي من أجل تعليم مناسب للطلبة الموهوبين، وينبغي التعاطي معه من خلال فرص محددة المجال وتكامل أصيل عبر المناهج الدراسية».

مهارات معرفية

أوضحت الدراسة، أن «البحوث تربط أنماطا معينة من التدريب في بعض ميادين الفنون، مثل الموسيقا والدراما، بالنمو في مهارات معرفية محددة، والأهم من ذلك أن الفنون تقدم للطلاب طريقة للتفكير لا تتوافر في تخصصات أخرى، وتحدد بحوث أخرى فوائد في أعمال المتخصصين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتشير إلى أن العلماء البارزين على الصعيد الوطني وعلى الصعيد الدولي غالبا ما يدينون بالفضل بالفنون لإعطائهم أفكارا إضافية في إستراتيجيات حل المشكلات في مجالاتهم».

الفنون المبكرة

بينت الدراسة أن خبرات الفنون المبكرة بما في ذلك الفصول الدراسية الخاصة بالفنون وغيرها من الفرص التي تقدم من خلال برامج المدرسة والمجتمع، في غاية الأهمية، وينبغي أن توفر للأطفال، حيث يسمح ذلك للآباء والمربين بالكشف عن المواهب التي يمكن أن تفقد، خاصة بالنسبة للأطفال ذوي الدخل المنخفض الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى برامج فنون خارج المدرسة، حيث توفر سبلا إضافية يمكن من خلالها ملاحظة مواهبهم وتطويرها.

التدريب المتخصص

أكدت الدراسة أن «التعليم والتدريب المتخصص للفنون ضروري لتنشئة الأطفال ذوي القدرات المتقدمة في واحد أو أكثر من المجالات الفنية، وقد يحتاج الطلاب إلى مزيد من الفرص لتنمية المواهب من خلال وسائل مثل الدروس الخاصة مع مرشدين ذوي خبرة، وبرامج التوعية المجتمعية والمشاركة في الأحداث الثقافية وخبرات أخرى خارج المنهج».

إدراج الفنون في المناهج

لفتت الدراسة إلى أن «الجمعية الوطنية للأطفال الموهوبين تدعم تعليم الفنون كجانب حيوي من المنهج الدراسي لجميع الأطفال، وينبغي أن تختلف خبرات الفنون المحددة وفقا لاحتياجات الطلاب، فخبرات الفنون المبكرة، تعد ضرورية للسماح للمعلمين بالتعرف على الطلاب الموهوبين فنيا والاستجابة لاحتياجاتهم»، مشيرة إلى أن الطلاب ذوي المواهب الاستثنائية في مجالات الفن يحتاجون إلى فرص متقدمة لرعايتهم بشكل صحيح.

برنامج الفنون الشامل

طالبت الدراسة بتطبيق برنامج الفنون الشامل في المدارس لتوفير فرص إضافية للأداء والإنتاج، بالإضافة إلى التدريس الذي يهدف إلى تعزيز التقدير والفهم للفنون كتخصصات، حيث إن تعليم الفنون يسهم في التأثير والتقدم الإيجابي لمجالات التكنولوجيا والعلوم والرياضيات والتفاعل مع مختلف المجتمعات المحلية والمشاركة في عالم متغير.