لم تمض أيام قليلة على مغادرة ممثل الوفد القطري إلى القمم الثلاث، التي احتضنتها المملكة مؤخرا، حتى صرح وزير خارجيتها بتحفظ بلاده على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت، الخميس، في مكة المكرمة، مايثير تساؤلات المراقبين حول وجود إملاءات تلقتها الدوحة، بعد رجوع وفدها، خاصة أنها لم تبد اعتراضها على البيانات الختامية الثلاثة، حينما كانت حاضرة بوفدها في العاصمة المقدسة.

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أن الدول التي تملك قرارها عندما تشارك في المؤتمرات والاجتماعات تعلن مواقفها وتحفظاتها في إطار الإجتماعات ووفق الأعراف المتبعة، وليس بعد انتهاء الاجتماعات. وأشار خلال تغريدات على حسابه في "تويتر"، إلى أن قطر تتحفظ اليوم على بيانين يرفضان التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، وبيان القمة العربية أكد مركزية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن الجميع يعلم بأن تحريف قطر للحقائق ليس مستغرباً.

من جانبه، كان وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قد أكد أن التحفظ القطري يعكس مدى تراجع هدف تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون في أولويات سياسة دولة قطر، ويؤكد بأن ارتباطها بأشقائها أصبح ضعيفا جدا، في الوقت الذي أصبحت فيه مديونة وتستنجد بالوسطاء لإنقاذها من أزمتها. وأشار في بيان، إلى أن هذا التحفظ يؤكد أن الدوحة أصبحت مرتهنة وتستنجد بالوسطاء، خاصة وأن التحفظ لم يأت إلا بعد أيام من القمة. وأبدى وزير الخارجية البحريني استغرابه من تحفظ قطر على البيان الخليجي، الذي أكد على المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك من أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، كما أكد على قوة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة".

وبشأن المشاركة القطرية في قمم مكة الثلاث، أشار آل خليفة إلى أنها كانت ضعيفة وغير فاعلة، ولا تتناسب بأي حال من الأحوال مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف الذي انعقدت فيه، والغايات المنشودة منها في الحفاظ على الأمن القومي المشترك، ومواجهة التحديات، التي تهدد الدول العربية والإسلامية وتقوية سبل ودعائم العمل المشترك، بما يحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها ويرسخ السلم فيها. وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد أعرب في تصريحات صحفية، عن تحفظ بلاده على بياني القمتين العربية والخليجية، بمزاعم أن بعض بنودهما يتعارض مع السياسة الخارجية للدوحة، وتجاهلا القضايا المهمة في المنطقة كفلسطين والحرب في ليبيا واليمن.