يعاني الجميع من مشكلة الازدحام في التنقلات نتيجة لقرارات تمتد لعقود من الزمن ولم تحل، واليوم نجد أن الوسائل التي خططنا لها واستثمرناها في المواصلات، تستمر في المساهمة في زيادة تلك المشكلة، مثل التكدس ونقص خيارات النقل التي يمكن الوصول إليها بيسر. ونجد أن خلف مشكلة الازدحام المروري معايير مألوفة تدعى بـ"مستويات الخدمة LOS" والتي قد تكون أحد أكبر الأسباب التي تجعلنا عالقين في حالات الازدحام وفقا لموقع "brookings"

الاهتمام بالنظام

قام مجموعة من المهندسين في 1965 بإنشاء دليل توضيحي للطرق السريعة وصاغوا خلاله مقياسا يعكس جودة تجربة السائق في الطرق السريعة، والتي يطلق عليها "مستوى الخدمة"، حيث يقوم هذا النظام بتعيين الطرق استنادا إلى عدة عوامل محتملة، بما في ذلك: السرعة ووقت السفر ومعوقات المرور وحرية المناورة وتكاليف رأس المال التشغيلية، ويقيس النظام الازدحام المروري حيث يستخدم محللو النقل تلك الدرجات للحكم على قطاعات الطريق والتقاطعات المحددة وصولا إلى المناطق المدنية بأكملها.

المرور الاستقرائي

توضح نتائج نظام "مستويات الخدمة" أنه لم يحل الازدحام على الإطلاق بل على العكس تماما، استمر في جعل حركة المرور أسوأ، والسبب الأساسي هو أن حكومات الولايات والحكومات المحلية في سعيها لتحسين "النظام"، غالبا ما تنظر إلى الطرق الجديدة أو الواسعة فقط. وأفضل تفسير لهذه الظاهرة هو مفهوم "المرور الاستقرائي" الذي يشير إلى أن المزيد من الطرق تعني المزيد من الأميال التي يتم قطعها بالسيارة.

فشل قياس نظام الطرق

لم تفشل كل الطرق المستوحاة من "النظام" في حل مشكلة الازدحام فقط، بل ساعدت على خلق مجموعات أخرى من التحديات، فالطرق السريعة قطعت المجتمعات وعزلت بينها، وحفزت على تنمية التمدد العشوائي، وساهمت على مدى عقود في تفريغ الأحياء الحديثة، وشجعت الطرق الواسعة على السرعات العالية، مما يجعل الممرات غير آمنة للمشاة وراكبي الدراجات مع تقليل جودة المكان بشكل عام، وأخيرا بسبب ساعات ذروة قليلة فقط تحدد من خلالها استخدام "النظام"، تبني الحكومات المحلية طرقا غير مستغلة في معظم ساعات اليوم، وتكلف صيانتها أكثر على المدى البعيد. فنجد أنه قد أصبح التطوير الذي تتمحور حوله ميزة "النظام"، أحد أكبر العقبات أمام خيار التنقل وسهولة الوصول إليه، والتكتل الاقتصادي، والمرونة البيئية.

بدائل نافعة

إن تقليل الاعتماد على "النظام" يعني أيضا تقديم معايير لا تقود إلى استخدام وسائل النقل، لكنها بدلا من ذلك متعلقة بالنتائج الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كاقتراح الرابطة الوطنية لمسؤولي النقل في المدينة بمعايير تراعي السلامة والاستدامة وقابلية السير، واقترحت وكالة حماية البيئة (EPA) تضمين معايير القدرة على تحمل التكاليف وكثافة الكربون واستخدام الأراضي.

كذلك نحتاج إلى التعامل بشكل أفضل مع زيادة الطلب على النقل، بما في ذلك أين نبني الطرق وخطوط الحافلات وممرات الدراجات، ومع إدخال تقنيات النقل الجديدة وتزايد الطلب على بيانات النقل الجديدة يمكننا أن نفهم بشكل أفضل معرفة كيفية وصول الناس إلى الوجهات الرئيسية، وباستخدام المقاييس الفعلية والتركيبية لنشاط السفر، وكيف أثرت عقود من نمو الطرق على متطلبات السفر للأشخاص اليوم، ثم نختبر كيف يمكن للتصميمات الأخرى القائمة على المكان أن تؤدي إلى سلوك أكثر كفاءة وانصافا واستدامة.

وبالنسبة إلى أكثر مناطق المترو ازدحاما في البلاد ونظرائها في جميع أنحاء العالم، لا يوجد حل سهل لحركة المرور، ولكن إذا بدأنا في قياس مدننا وضواحينا بشكل مختلف، يمكننا تصميم حلول تخلق في نهاية المطاف أماكن أفضل للأشخاص وليس سياراتهم فقط.

الطرق الجديدة أو الواسعة ساهمت في عدة مشاكل وهي:

1- الطرق السريعة قطعت المجتمعات وعزلت بينها

2- حفزت على تنمية التمدد العشوائي

3- ساهمت على مدى عقود في تفريغ الأحياء الحديثة

4- شجعت على السرعات العالية