في إحدى التغريدات، يقول أحدهم إن العريس وأهله، وقد تكون أحيانا تشاركه العروسة وأهلها، يقومون بجمع مبالغ مالية تتجاوز المئة ألف في غالب الأحيان، ليصرفوها خلال ساعات احتفالهم بمراسم الزواج، ومن بعد ذلك يقومون بسداد هذه المبالغ خلال السنوات الأولى لزواجهم، مما يجعلهم مضطربين ماليا، ومع زيادة الضغوط المالية، قد يصل الأمر إلى الطلاق.

وأضاف المغرد «هذه العادة تنتشر بين أوساط الطبقات المتوسطة والفقيرة، أما الطبقات المخملية «الغنية»، فلا تنتشر بينهم هذه العادات بكثرة، ولذلك تجد أن الزواجات المختصرة منتشرة لديهم، لأنهم لم يعودوا يسعون إلى إثبات قدرتهم المالية وللـ«بهرجة» أمام الآخرين، كما يفعل المتزوجون من الطبقات الأخرى».

لو أخذنا كلام المغرد على محمل الجد، واقتدينا بمن نجعلهم قدوتنا في الموضة و«الدلع والتميلح»، وهم شباب وفتيات أوروبا وأميركا، وراقبنا كيف تتم مراسم الزواج لديهم، والذين رغم أن لديهم القدرة المالية التي تزيد عنا، إلا أنهم يكتفون بإتمام مراسم أفراحهم، بمبالغ لا تتجاوز ثلث المبالغ التي ننفقها على زواجاتنا، ومع ذلك تجد أن زواجهم يظهر بشكل أكثر فخامة وأناقة من زواجاتنا، أي أنه لا رابط بين كثرة الإنفاق وجودة المخرجات.

هنا، تتضح الصورة قليلا، فليس عليكم أيها المقدمون على الزواج أن تحرموا أنفسكم من زواج «هشّك بشّك»، خصوصا أنه يحتمل أنها ليلة واحدة في عمرك، ولكن -على سبيل المثال- أن تجلب مصورة نسائية لتقوم بالتقاط كم صورة في كم ساعة، بمبلغ يتجاوز قيمة كاميرتها الاحترافية، مع قيمة تدريبها في دورة التصوير الفوتوجرافي الاحترافي، مع قيمة.. وقيمة... وقيمة، فهذا هو المثال المختصر لطريقة إدارتك المالية لباقي تكاليف زواجك، خصوصا ما يخص القسم النسائي، الذي يجلب أكلات وأشباه أكلات، وهدايا حضور وهدايا «غياب»، وديجيه بإيجار لساعات تتجاوز أربعة أضعاف قيمتها الفعلية، وعدة أنواع من الكوافيرات، كل منهن متخصصة في عدة مليمترات من الجسد، لتُفاجأ بأنك في ليلة واحدة، صرفت ما يتم إنفاقه من حساب «الأونروا» لتغطية مصاريف التغذية والصحة لشهر كامل، لسكان قرية كاملة في بلد ما، وبعد شهر أو شهرين تذهب غشاوة العين، وتنظر إلى زوجتك بعينك الصافية التي علمت أن الزواج «سكنٌ» وليس احتفالا مؤقتا، حينها تبدأ عينك تريك أشياء أخرى لم ترها من قبل، وهي أن من كان يشعرك بأنك «توم كروز» زمانك، وأنك إنْ لم تقم زواجا «مطنطنا» فمن ذا الذي يستحق غيرك، وإن لم تفعل ذلك فماذا سيقول عنك ابن جار عمة خالك وزوجته، وكيف تنام الليل إن لم تلجم أفواههم بعد أن يروا زواجك ذا النسخة المصغرة من زواج سلطان «بروناي». حينها، تتيقن بأنك لم تكن تصرف من «جيب أبوك»، بل كنت تصرف من أموال أناس ومنظمات «رأس مالية» بدأت تطالبك برد حقوقها، وتصبح زوجتك الفاتنة التي أنفقت عليها الغالي والنفيس حينئذ على طبيعتها التي خلقها الله عليها، وليس على ما كان يصور لك، وحبة حبة، تجد أنك انضممت إلى الفريق الذي جعل أرقام صكوك الطلاق في ست مدن سعودية أكبر من أرقام عقود الزواج في الأشهر القليلة الماضية.

وبعد أن يقول رَبعك «كيف كان الزواج معك؟»، فأصدقهم القول واختصر الخلاصة بقولك «ما أنفقته في ساعات سأسدده في سنوات».

نظرة للسماء: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «خير النكاح أيسره». وأنت ماذا تقول؟