عندما نبحث وراء كل شخص عظيم ومميز عن البقية، نجد أن أولى الصفات التي يتميز بها هي الاحترام. فالاحترام قبل أن تكون صفة يتميز بها الشخص عن غيره، هي واجب ديني أُمرت به جميع الأديان على حد سواء.

الاحترام هو أساس التعامل مع جميع الأشخاص. وتتركز أهميته في الأماكن التي يتوزع فيها الأشخاص على مستويات مختلفة، أهمها العمل.

للأسف، هناك إلى الآن من يجهل الاختلاف في مستويات العمل والعاملين، وبناء على ذلك الاختلاف يعامل بعضهم «من هم في مستواه أو أعلى» بالاحترام، أو قد نسميه بالخوف، وهو فعلا خوف، سواء كان خوفا على المنصب، أو خوفا على مكانته في عين رئيسه. أما من هم «أقل منه في المستوى» يعاملهم خلاف ذلك التعامل السابق، ويكون الهدف الأساسي من ذلك التعامل، إشباع الذات والنفس، وإيهامها بالعلو والقدرة والإمكانات.

كثيرا ما أصادف تلك الشخصيات التي أسميها «الشخصية الناقصة»، ويزعجني جدا أن أرى تلك المواقف أمامي. وغالبا ما تمارس هذه الشخصية الناقصة هذه الأفعال، مع الأشخاص الأقل منها مكانة أو شكلا، وهي متأكدة تماما أن ذلك الشخص لن يعاملها بالمثل، لذلك تشبع غرائزها الناقصة بمن هو أضعف منها، متناسية تماما ما أمرَنا به

ديننا من احترام للصغير قبل الكبير.

إن منح الاحترام لجميع المستويات يعكس طاقة إيجابية للعاملين، ويشعر الجميع بأن لهم قيما متأصلة، ويدفع الجميع إلى المحافظة على احترام رئيسه له، بالجد في العمل وزيادة الإنتاجية لاكتساب احترام وثقة أكبر من رئيسه، على عكس تلك البيئات التي توفر أقل مقدار للاحترام.

يجب على كل من له سلطة على عمال، التركيزَ بين هذه الفروقات، وتجنب كل ما يقلل احترام عامل لديه، حتى يستطيع بناء بيئة ملائمة ومثالية، ويتخللها احترام للجميع.

الاحترام والثناء يعززان نمو الشخصية ذات الإنتاج الضعيف، ويجعلان منه شخصية مرنة متقبلة للانتقاد الإيجابي.