تعتبر وزارة الحج والعمرة من الوزارات المهمة جداً، لرسالتها العظيمة التي لا يتوقف نجاح تنفيذ مهامها على التنسيق الداخلي بين الجهات الحكومية والأهلية لتيسير إجراءات أداء مناسك العمرة والحج فقط، بل سيكون هذا النجاح عاكسا أيضا على مستوى الخدمة المأمولة على المستوى الخارجي، وشاهدا قويا للعالم أجمع على الجهود العظيمة التي تقودها وتهتم بها حكومتنا الغالية من القيادة العليا، إلى جميع القيادات الأخرى في القطاعات الحكومية والأهلية والتي تتشرف بخدمة الحجاج، بمستوى عالٍ من الروح المعنوية والتفاني كل عام! والنجاح الباهر الذي حققه حج 1440 لم يحدث من فراغ، بل من اهتمام أيضا، أمير مكة السياسي الأديب عاشق الوطن الشخصية الاستثنائية ذات الثقة العالية بالنفس، وهو يعقد اجتماعاته مع الإعلاميين قبل وبعد موسم الحج. فالإعلام هو واجهة وناقل جهود كل دولة، وعدم إغفال الأمير لدور الإعلام بتخصيص «جائزة للإعلام الجديد» أسهم بنقلة نوعية لأحداث حج 1440 وشارك جميع المسلمين والمهتمون بمتابعة جهود وإنجازات الحج باللحظة! فالإعلام الجديد أسهم بتعايش الكل بالثانية والدقيقة واللحظة لكل موقف ومشهد وصورة في جميع أيام الحج، عبر تطبيقات الأجهزة الذكية، مما أعطى لكل جهة حقها في نقل جهود منسوبيها بكل أمانة ودقة! وبلا شك أن جميع أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية الممثلة لجميع الدول الإسلامية، أسهمت أيضا بالنقل الحي والمباشر في نجاح حج هذا العام، الذي يعتبر مفخرة لكل سعودي ولكل مسلم أيضا. ولا تفوتني الإشادة بتلك الخدمات العظيمة التي قدمتها وزارة الصحة، من حيث خدمة أكثر من مليوني حاج أغلبهم من الخارج، وخدمة نصف مليون حاج بخدمات صحية علاجية من خلال أكثر من 140 عيادة متنقلة في مواقع الحجاج، فقد كان الموقف الإنساني في تفويج الحجاج المرضى من المدينة المنورة لمشعر يوم عرفة في مكة المكرمة لكي يؤدوا حجهم، موقفا لا مزايدة عليه، فقد كان من الشواهد النبيلة بحق حكومتنا التي لا تُفرّق بين جنسيات الحجاج في تحقيق راحتهم وأداء نسكهم بكل يُسر وسهولة! إلى جانب تلك الخدمة الإنسانية التي لا يتوقعها العقل، وذلك عندما يتم السماح لبعض السجناء بالحج مع ذويهم في إطار برنامج «ثقة» لإعادة تأهيل السجين قبل عودته إلى المجتمع، فهذه المبادرة ألغت مفهوم السجن وتقييد إمكانية السجين من إكمال دينه وأداء حجه بيسر وسهولة دون تمييز في حراستهم أو مقر خاص بهم! فهذه الحكمة والرحمة من قادة بلادنا لا تتكرر على المستوى العالمي والإسلامي، فأبواب الرحمة عظيمة في موسم ديني عظيم مثل موسم الحج، لكنها استثناء حدثت في عهد الأب سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، المبتكر لكل جديد إنساني محمد بن سلمان، ووزير الداخلية النشط دوما للاطمئنان على أمن البلاد والحجاج والمعتمرين عبدالعزيز بن سعود بن نايف. ومزيدا -بإذن الله- من المبادرات المميزة في جميع الأوقات والمواسم، مع دعواتنا بدوام نعمة الأمن والأمان والعطاء لوطننا الغالي.