باتت قوات النظام السوري أمس على بعد كيلومتر فقط من مدينة خان شيخون، في جنوب إدلب، حيث تدور معارك عنيفة مع الفصائل الجهادية والمقاتلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتحاول قوات النظام منذ أيام التقدم باتجاه مدينة خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، التي يمّر فيها طريق سريع استراتيجي يربط حلب بدمشق، ويقول محللون إن قوات النظام ترغب باستكمال سيطرتها عليه.

وأفاد المرصد السوري أن قوات النظام "باتت على تخوم مدينة خان شيخون".

معارك عنيفة بين الفصائل

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "تدور معارك عنيفة بين الفصائل المقاتلة من جهة، وقوات النظام من جهة ثانية على بعد كيلومتر واحد غرب مدينة خان شيخون"، مشيرا إلى أن

قوات النظام تحاول التقدم أيضا من الجهة الشرقية لخان شيخون، إلا أنها تواجه "مقاومة عنيفة" من الفصائل.

الطريق شريان حيوي

وسيطرت قوات النظام أمس وفق قوله، على قرية تل النار القريبة، وباتت بذلك على بعد ثلاثة كيلومترات من الطريق الدولي حلب - دمشق، الذي تسيطر الفصائل المقاتلة على جزء منه يمر من محافظة إدلب.

ويشكل الطريق شريانا حيويا يربط بين أبرز المدن تحت سيطرة قوات النظام من حلب شمالا مرورا بحماة وحمص وسطا ثم دمشق وصولا إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

هجوم كيميائي في إبريل

وتعرضت مدينة خان شيخون لهجوم كيميائي في إبريل 2017 أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا، واتهم خبراء من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ودول غربية دمشق بتنفيذه، الأمر الذي طالما نفته الأخيرة.

وردا على الهجوم، استهدفت الولايات المتحدة حينذاك مواقع عسكرية سورية بعشرات الصواريخ.

وخان شيخون اليوم شبه خالية من السكان، الذين فروا إلى مناطق أكثر أمانا، منذ بدء التصعيد في منطقة إدلب قبل أشهر، وكان يسكنها نحو مئة ألف شخص، غالبيتهم من النازحين الذين لجأوا إليها خلال السنوات الماضية.

مناطق في إدلب

ومنذ نهاية إبريل، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقلّ نفوذا، لقصف شبه يومي من قبل النظام وحليفه الروسي، وتركزت بعدما المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانيا، في ريف إدلب الجنوبي.