يعتزم فيسبوك توظيف صحافيين مهنيين عوضا عن الاعتماد على خوارزميات لنقل الأخبار وهي خطوة إيجابية لكنّها لن تؤدي إلى تغيير أوضاع صناعة الإعلام التي تمر بأوقات صعبة، حسب ما قال محللون. وأعلن عملاق التواصل الاجتماعي أنه سيشكّل فريقا صغيرا من الصحافيين لاختيار أبرز الأخبار الوطنية لضمان إبراز الحوادث الصحيحة. ويأتي القرار في وقت يمر قطاع الإعلام الأميركي بأزمات فقدان وظائف وإغلاق صحف ومحاولة المؤسسات الإعلامية إيجاد وسائل لتحقيق أرباح في عصر الأخبار المجانية. وستظهر القصص في قسم "شريط الأخبار" الذي سيكون منفصلا عن القسم التقليدي الذي تظهر فيه تحديثات المستخدمين الآخرين من أصدقاء وأقارب. وسيقوم صحافيو فيسبوك باختيار قصص من المواقع الإخبارية ولن يقوموا بإدخال تعديلات تحريرية على العناوين أو يعيدوا كتابة المحتوى. وأكدت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها مرارا أنها لا تريد أن يتم اعتبارها مؤسسة إعلامية تقوم بقرارات تحريرية، والإعلان الأخير لا يغير من هذا التوجه، بحسب خبراء. وقالت يونغ "هذا ليس تحولا لأنه لن يغير بالضرورة سلوك الأفراد الذين يشيرون إلى القصص" على صفحاتهم. وأضافت "هذا هو مصدر القوة. الأفراد الذين تعرفهم وتثق بهم يضعون ختم الموافقة الضمني على القصص من خلال مشاركتها" على فيسبوك. **** دعم الصحافة سيكون قسم الأخبار أول خدمة إخبارية للموقع تستخدم مشرفين بشرا بعد إغلاق قسم "الموضوعات الشائعة" في العام الماضي بعد فضيحة سببتها معلومات أفادت أن موظفي القسم حجبوا قصصا متعلقة بقضايا لا تثير الاهتمام. وستظل المقالات التي لا تعتبر من أهم الأخبار موجودة باستخدام خوارزميات تستند إلى تاريخ المستخدمين، مثل الصفحات التي يتبعونها والنشرات التي اشتركوا فيها والأخبار التي تفاعلوا معها بالفعل. وقال رئيس الشراكات الجديدة في فيسبوك كامبل براون "هدفنا من وضع علامة الأخبار هو توفير تجربة شخصية وثيقة للناس". ويأتي إطلاق قسم الأخبار المتخصص فيما يقوم فيسبوك بسلسلة مبادرات لتعزيز الصحافة، إذ تتهمه المؤسسات الإعلامية التقليدية بالاستفادة ماليا من عملها الشاق. وتهيمن منصات التواصل الاجتماعي على مساحات الإعلان على الإنترنت، ما يجعل من الصعب على المؤسسات الإخبارية نقل الإعلانات المطبوعة التي كانت مربحة للغاية لصفحاتها على الإنترنت. ***** تأثير مدمر تشهد الصحافة المطبوعة في الولايات المتحدة تراجعا كبيرا أخيرا إذ تفوقت وسائل التواصل الاجتماعي على الصحف كمصدر رئيسي للأخبار للأميركيين. وأغلقت قرابة ألفي صحيفة أميركية خلال السنوات الـ15 الماضية، وفقا لإحصاءات، تاركة ملايين السكان من دون مراسلين يتابعون ما تقوم به سلطاتهم المحلية. ويقول الخبراء إن موت الأخبار المحلية له آثار مدمرة للديموقراطية. إنها قضية معقدة لا يمكن لفيسبوك حلها بمفرده. وانخفض عدد الصحافيين العاملين في الصحف الأميركية بنسبة 47 % من العام 2008 إلى العام 2018، وفقا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث العام الماضي. ووجدت المجموعة أن إجمالي عدد الصحافيين في غرف الأخبار انخفض بنسبة 25 %، فيما قالت شركة الاستشارات "تشالنجر غراي آند كريسماس" إن العام الجاري سيكون الأسوأ في تسريح الموظفين منذ 2009.