فيما استبق عدد من المكتبات والقرطاسيات ومحلات بيع المستلزمات المدرسية بدء العام الدراسي الجديد، برفع أسعارها بشكل ملحوظ في استغلال للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، قبيل هذا الموسم التجاري الكبير وزبائنه البالغين نحو 6 ملايين طالب وطالبة، أكدت وزارة التجارة لـ "الوطن" أنها تقوم وبحسب اختصاصها بمتابعة التزام المنشآت التجارية، ومنها منافذ بيع المستلزمات المدرسية بنظام مكافحة الغش التجاري، ونظام العلامات التجارية، ونظام مكافحة التستر التجاري، ونظام البيانات التجارية، ورصد مخالفات أنظمة البيع.

محلات شهيرة

رصدت "الوطن" خلال جولة ميدانية في عدد من المدن، ارتفاعا ملحوظا في غالبية المواقع ومن بينها محلات شهيرة؛ ففي القرطاسيات الكبرى هذه الأيام، يكثر الجدل وتعلو الأصوات، حيث الشد والجذب بين الأطفال وذويهم، حول شراء المستلزمات الدراسية، الذي تعرض اليوم على أرفف المكتبات في أجمل تصاميم وأزهى ألوان، لتشكل إغراء لا يقاوم لصغار الطلبة، الذين يستقبلون الموسم الدراسي مطلع سبتمبر المقبل، إنما بأسعار فلكية، تحقق عائدات كبيرة لأصحاب هذه المحلات التجارية، الذين يجدونها فرصة لا تتكرر سوى مرة كل عام.

إغراء التصاميم

فيما تتجول جود فرحة في القرطاسية، وهي تمسك بعربة تملأها بأجمل الكراسات والأقلام، تكشف والدتها هدى عبدالله أن أسعار الكراسات والدفاتر مرتفعة للغاية تتجاوز الـ18 ريالا، بينما عدد أوراقها قليل، فلا تكفي لكل الموسم، ويتطلب الحصول على عدد كبير منها، وتقول "المشكلة أن الشركات العالمية الكبرى، تطرح قبل الموسم الدراسي، مستلزمات غاية في الروعة، من حيث التصاميم والألوان، وتستثمر القرطاسيات الكبرى، الطلب المتزايد في هذا الوقت من العام، لتقدم أجمل منتجاتها بأسعار كبيرة، تثقل كاهل الوالدين".

وعن أسعار القرطاسيات والمحلات الصغرى، تقول "الأسعار في القرطاسيات الأخرى جيدة، وغير مرتفعة، لكنها لا تغري الصغار كثيرا برسوماتها التقليدية، فأسعار دفاتر الواجبات تتراوح بين 3 و5 ريالات فقط، مقابل 4 أضعاف في القرطاسيات الكبرى التي تستورد من شركات كبرى في أوروبا".

الجودة عالية

يبرر أحد العاملين في القرطاسيات الكبرى ارتفاع الأسعار بالجودة وكونها مستوردة من الخارج، وتتميز بأشكال مميزة لا يجدها الطالب أو الطالبة في السوق والمحلات التجارية العادية.

ويضيف "كما أن القرطاسيات الكبرى تتميز بجمال العرض، وتمنح المشتري بطاقة تخفيض بنسبة 10%، ولا يجب أن ينخدع المستهلك بأسعار رخيصة تقل فيها الجودة وتتلف سريعا".

طلبات المعلمين

يوضح أبو محمد من أحد القرطاسيات بشارع حائل في جدة أن الإقبال يزداد بعد بدء الدراسة بأسبوع، حيث يأتي الطلبة للشراء ومعهم قائمة بطلبات المعلمين والمعلمات، لكن أسعار الحقائب تتراوح المتوسطة منها بين 120 و140 ريالا، وهي مطلبهم هذه الأيام على الأغلب، وتصل إلى 147 ريالا في القرطاسيات الكبرى.

ويضيف "أما الكراسات فتتراوح بين 5 و 7 ريالات، والتجليد، يبلغ سعر الـ10 حبات منه، 10 ريالات، بينما كراسات الرسم أسعارها أكثر ارتفاعا وتتراوح بين 10 و18 ريالا".

الشراء بالدرزن

ويبين صاحب قرطاسية في حي الصفا بجدة، أن ذات الرسومات والتصاميم هي الكثر طلبا، خاصة أنها لا تتطلب شراء التجليد، مما يوفر على العميل، ويطلب الطلبة عادة الدفاتر بكمية درزن (12 دفترا) وهي بقيمة 30 ريالا.

ويضيف أن معظم الطلبة والطالبات يقبلون على شراء الحقائب هذه الأيام.

الطلب أون لاين

يؤكد أحمد حسين أن المستلزمات ذات القيمة العالية قد تخضع لتخفيضات في الأشهر المقبلة في حال عدم بيعها، لكن في هذا الوقت يلجأ الكثيرون إلى القرطاسيات الشعبية كبديل لها كونها تقدم المعروضات بأسعار منافسة بل متدنية، تؤمن حاجة الطلبة والطالبات من مختلف مستويات الدخول الاجتماعية.

كما يلجأ البعض إلى الشراء عن طريق المواقع الإلكترونية التي تتيح الحصول على مستلزمات الدراسة بسعر أفضل من القرطاسيات الكبرى، وتوفر تصاميم ورسومات وأشكال متنوعة ومميزة.

ارتفاع جنوني

في الرياض، استبقت عدد من المكتبات والقرطاسيات ومحلات بيع المستلزمات المدرسية بدء العام الدراسي 1440 ـ 1441، لترفع أسعارها بشكل ملحوظ في استغلال للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم قبيل هذا الموسم التجاري الكبير، حيث تضم المدارس السعودية أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة جميعهم تقريبا سيقتنون أدوات مدرسية جديدة كالحقائب والدفاتر والكراسات والأقلام والألوان وباقي المستلزمات المدرسية المعروفة.

جولة ميدانية

رصدت «الوطن» خلال جولة ميدانية، بمنافذ بيع المستلزمات المدرسية في الرياض ارتفاعا ملحوظا بمحلات شهيرة لبيع «الماركات» العالمية، وتبدأ أسعار الحقائب المدرسية من 299 ريالا وتنخفض إلى أقل من ذلك في بعض الأنواع غير المعروفة، فيما غالبية الأنواع تباع بأسعار 179 ريالا.

وتبدأ أسعار الدفاتر من 2.5 للدفاتر ذات 40 ورقة وترتفع إلى 4 ريالات للدفاتر 100 ورقة، والأسعار تنخفض للنصف في محلات «كل شيء» وفي بعض المكتبات والقرطاسيات، التي توفر أنواعا متوسطة الجودة بأسعار متفاوتة تبدأ فيها الحقائب من 75 ريالا والدفاتر من ريالين.

غياب الرقابة

قال المواطن ناصر المطيري إن أسعار المستلزمات المدرسية تقفز بشكل جنوني مع بداية كل عام دراسي دون رقيب، على المحلات التي تضع أسعارا على رفوفها وترفع نسبة هامش ربحها، مضيفا أن من لديه 5 أو 6 طلاب يحتاج إلى ميزانية كبيرة لشراء تلك المستلزمات. فيما اعترف بائع في محل لبيع «كل شيء» بارتفاع ملحوظ للأسعار، اعتبارا من الأسبوع الماضي.

لائحة واضحة

قال المتحدث الرسمي لوزارة التجارة والاستثمار عبدالرحمن الحسين لـ»الوطن» إن الوزارة تقوم وبحسب اختصاصها بالرقابة على التزام المنشآت التجارية بنظام مكافحة الغش التجاري، ونظام العلامات التجارية، ونظام مكافحة التستر التجاري، ونظام البيانات التجارية، ومخالفات أنظمة البيع من خلال الجولات التي تقوم بها على المنشآت التجارية ومنها منافذ بيع المستلزمات المدرسية، مشيرا إلى أن الجولات الرقابية على المكتبات والقرطاسيات تهدف إلى التأكد من توافر المنتجات والسلع بكميات مناسبة، والتحقق من عدم وجود مخالفات لنظام الغش التجاري ونظام البيانات التجارية ونظام العلامات التجارية.

وأضاف الحسين: بشكل عام فإن أسعار السلع في المملكة تخضع لقواعد السوق ومبادئ المنافسة الحرة، عدا أسعار السلع والخدمات التي تحدد بناء على قرار من مجلس الوزراء، أو بموجب نظام، مع قيام الوزارة بالرقابة على الأسواق بهدف التحقق من التزام المنشآت التجارية بوضع بطاقات الأسعار على معروضاتهم من السلع والتحقق من صحة العروض والتخفيضات المعلن عنها، وعدم احتوائها على أي غش أو خداع للمستهلك.