يقول بدر بن عبدالمحسن واصفا المملكة «عوافي قرِّبي منْك الوسادة وادخلي لحافك/ متى يا قبلة الدنيا عرفتي الذل والحقران.. ومنهو اللي تجرّا يقهرك أو يكتف كتافك».

ويقول أحمد شوقي في وصف الوطن «لك كالمعابد روعة وقدسية.. وعليك روحانية العباد».

أنا وطني ليس يشبه بحرف «ك»، ولكن له فعلا قدسية وروحانية ووقار يا أستاذنا العزيز شوقي.

الوطن وما أدراك ما الوطن، فما بالكم عندما يكون يوم الوطن.. يقول تشارلز جيفرسون «الوطنية شيء في القلب، الرجل يكون وطنيا إذا أصبح قلبه ينبض حقيقة في حب بلده»، وحب الوطن مرسوم بل محفور في القلب لا يمكن نسيانه، وكما قال ألكسندر ماكول سميث «كل إنسان عنده خريطة لوطنه في داخل قلبه، وقلبه أبدا لا يسمح له بنسيان هذه الخريطة»، فما بالك أن يكون وطنك قبلة المسلمين وقائد العرب، ولاعبا أساسيا في السياسة الدولية، هو السعودية الحبيبة، وفيها أعز البقاع والحرمان، وهي التي حماها الله واستجاب لدعوة أبينا إبراهيم -عليه السلام- بجعلها آمنة مزدهرة.

نبارك لعمنا وشيخنا وملكنا خادم الحرمين الملك سلمان -أبا فهد-، وابن شيخنا وسنده وولي عهده الأمير محمد بن سلمان «ابن سلمان» في يوم الوطن.

أعترف عندما نتحدث عن أبي فهد فللحديث مذاق خاص وللكلام شعور فريد، هي العشرة لعقود في الرياض عاصمة الوطن، ومن يحب الرياض يحب سلمان، ومن يحب سلمان يحب الرياض، فهما توأمان، كما أحببناك وأنت أميرنا يا أبا فهد وبعد الله سندنا في الرياض، والآن نحبك ملكنا وملك كل السعوديين.. لقد غيّر أبو فهد المملكة في سنوات معدودة تغييرا لم يحدث في تاريخها، بل كنا نعتقد أنه تغيير يستلزم عقودا كي يحدث، بشهادة البعيد قبل القريب، رؤية إستراتيجية تنقل المملكة من عالم إلى عالم آخر (اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح).. هو تجديد شامل لمفاصل الدولة ومحركاتها، والأرقام لا تجامل، كنا دولة معتمدة شبه اعتماد كلي على النفط، إذا ارتفع سعره جانا الربيع، وإذا نزل شددنا الأحزمة كأنه قحط!، فتحولنا ليس إلى بنك مركزي للنفط، بل إلى بنك مركزي عالمي للطاقة، وأصبحنا لاعبا أساسيا دوليا في المصافي والبتروكيماويات.

السنة الماضية زادت الصادرات غير النفطية إلى 236 مليارا، أي بارتفاع 23 % عما سبقه.. صندوق الاستثمارات العامة قفز من 152 مليارا إلى 360 مليار دولار، وسيصل إلى أكثر من خمسة أضعاف ذلك خلال عقد!. المحتوى الوطني والسلع والخدمات المشتراة من داخل المملكة سترتفع إلى 70 % حسب مبادرة اكتفاء من أرامكو، أي عشرات مليارات الدولارات من منتجات الوطن.

الإيرادات غير النفطية ارتفعت إلى حوالي 287 مليارا أي 55 % خلال سنتين!.

هذه نبذة بسيطة من بعض الأرقام والقادم -إن شاء الله- أجمل، ولدينا مشاريع عملاقة كبرى في نيوم والبحر الأحمر والقدية والجسر البري.. لدينا حرب ليس فيها هوادة على الفساد، لدينا متابعة دقيقة للأهداف ومن لم يحقق الهدف يذهب!.

في نفس الوقت هناك يد تبني وهناك يد تحمي، وفي هذا اليوم المجيد نتذكر شهداءنا الكرام، رحمة الله عليهم، الذين ضحوا وحموا هذا البلد بدمائهم، وفعلا كما يقال «الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم»، وقد أثبتت الأحداث خلال السنوات الماضية صحة قرار حرب اليمن، وإذا كنا مقتنعين آنذاك بالغالبية بالقرار فإننا الآن مقتنعون فيه 100 %، فلا يمكن لك أن تبني اقتصادا ورفاهية دون أمن، فكيف إن كان في خاصرتنا الجنوبية جماعة خبيثة تهدد اقتصادنا واستقرارنا وتبتزنا.

تغربت عن الوطن سنوات، لكنه في القلب، وصورة الرياض في المخيلة، وكانت عبارة تيم ماكغراو تصف الحال «طارد أحلامك لكن دائما اعرف أن كل شيء سيقود إلى الوطن مرة أخرى»، وفعلا مهما أحببت من أماكن العالم ومدنه سيبقى الوطن هو البيت الكبير.. يقول جون دينفر «طرق وطني تأخذني إلى بيتي، إلى المكان الذي أنتمي إليه».

واجبك تجاه وطنك كبير، كل في عمله ومكانه، أيها المواطن الكريم اسْعَ إلى رفعة وطنك، وقد أعجبتني مقولة إبراهام لينكون الشهيرة «أحب أن أرى الرجل يفتخر بالمكان الذي يعيش فيه «موطنه»، وأحب أن يعيش الرجل لكي يجعل موطنه يفتخر به»، ونحن فخورون بالوطن، فاجعلوا الوطن فخورا بأبنائه وإنجازاتهم وعملهم.

يطيب لي أن أختم مقالي عن الوطن بالحديث عن «عمي أبا فهد»، ورغم حديثي عنه المتواصل منذ بدأت الكتابة قبل ما يقرب العقد، إلا أن الحديث عن شيخنا لا يمل، فهو مدرسة في التاريخ، ومرجع ومعلم في السياسة ومعرفة الرجال، هو رجل المهمات الصعبة والثقة عند ملوك آل سعود، ومن نعم الله عليه أن أعطاه نظرة بعيدة المدى، وحدسا يبهر ويدهش كثيرين ممن قابلوه.

كل ما تشاهدونه الآن من تغيير هائل، بل إعادة بناء دولة، يحدث وشيخ قصر العوجا جالس بهيبته على كرسيه.. من مثلك يا وطني، ومن مثلك يا شيخي.

«تبي سلمان!

ناظر في السما

كانك تبي سلمان

تخيب يديك ما طلته

ولا طالوه أسلافك»

ودائما سنردد عوافي يا ديرتي «تغطّي ما عليك إلا الرضا ورعاية الرحمن»

تراك يا وطني محروس، عندك سلمان وابن سلمان بإذن الله يحرسون بابك.

غيّر أبو فهد المملكة في سنوات معدودة تغييرا لم يحدث في تاريخها، وأحدث تجديدا شاملا لمفاصل الدولة ومحركاتها، والأرقام لا تجامل