يصف كثير من المدراء التنفيذيين العمل في منظماتهم بأنه طوفان مربك وساحق ومجزأ وغير منظم، ولكن ذلك وفقا لتقرير صادر من منتدى الاقتصاد العالمي، يثبت أن عالم الأعمال يمر بمرحلة تطور سريعة ليس من السهولة مواكبتها. وقال التقرير، إن "المدراء التنفيذيين يدركون أهمية ذلك خصوصا البقاء متيقظين بشأن التغير السريع الذي تمر به الأعمال حاليا".

وبناء على الآراء المستقاة من الباحثين في كلية لندن للأعمال، فإن عالم الأعمال حاليا يترابط ويتغير بسرعة، وبالتالي يتوجب على القادة أن يكونوا أكثر فاعلية عند التعامل مع فرق العمل وأصحاب المصلحة الأوسع، مما يوفر لهم الوقت للتفكير والفضاء الآمن للتجربة بشكل جيد وتقديم وجهات نظر فريدة من نوعها. وقدم الباحثون في كلية لندن للأعمال ثلاثة أفكار محددة للقادة ليكونوا أكثر نجاحا في خضم التحولات الواسعة في القرن الحادي والعشرين.

تطوير الوعي وقيادة النظام

يقول الأستاذ المساعد في السلوك التنظيمي بكلية لندن للأعمال تامي إريكسون، إن الحاجة إلى مقاربات جديدة للتصميم التنظيمي والقيادة في الاقتصاد الحالي القائم على المعرفة تحتاج إلى تطوير الوعي وقيادة التنظيم. لقد أصبح النجاح مرتبطا ارتباطا وثيقا بقدرة المنظمات على رعاية السلوكيات المبتكرة والتعاونية، والانفتاح على الأفكار الجديدة والقدرة على إشراك الناس حول العمل الهادف. وأظهرت الأبحاث أيضا ضرورة "حكمة الجماهير" بمعنى أن الجماعات قد تتخذ قرارات أفضل من الأفراد.

نتيجة لذلك، يجب على القادة أن يسخروا بشكل متزايد معارف وطاقة فرقهم والمنظمة بأكملها. ويقول أيوانيس يوانو، وهو أستاذ مشارك في كلية لندن للأعمال واستراتيجية ريادة الأعمال: "من المهم للغاية أن يتخذ القادة قرارات استراتيجية من خلال النظر بعناية في مطالب وتوقعات أصحاب المصلحة"، بمعنى آخر، تتطلب الأوقات الحالية كلاً من الوعي السياقي ومهارات قيادة النظام من القادة.

أهمية المبادرات وتوضيحها

يسلط التقرير الضوء على أهمية الجمع بوضوح من أعلى إلى أسفل مع المبادرات من القاعدة إلى القمة. الجانب الأول من القيادة الجيدة هو القدرة على التطوير والتواصل وتنفيذ اتجاه استراتيجي واضح من الأعلى. الجانب الثاني من القيادة الجيدة هو القدرة على تمكين المساهمات من أسفل إلى أسفل لتناسب هذا الاتجاه الاستراتيجي من أعلى إلى أسفل. وتقع على عاتق القيادة مسؤولية تهيئة الظروف والثقافة لتمكين الناس من المساهمة في الأهداف العامة أينما كانوا في المنظمة.

إنشاء مساحة للتعلم والتدريب الجماعي

يؤدي الموظفون الملتزمون والمتحمسون دورا أساسيًا في نجاح أي مؤسسة. يمكن تعزيز ذلك من خلال التأكد من أن الموظفين يشعرون أنه يمكنهم التعبير عن أنفسهم في عملهم وتجريبهم وتعلم أشياء جديدة، إضافة إلى شعورهم بقيمة العمل وأهدافه.

وتتمثل إحدى الطرق الملموسة لتحقيق ذلك في إنشاء مناطق آمنة تجريبية للسماح بالتفاعلات المرحة والترابط الاجتماعي.

ويقول دان كابل، أستاذ السلوك التنظيمي بكلية لندن للأعمال، إن "المناطق الآمنة التجريبية تخلق دوافع جوهرية، وهي أقوى بكثير من الدوافع الخارجية لأنها تطلق العنان للإبداع".

مع وضع هذه الأسئلة والتحديات في الاعتبار، طور المنتدى الاقتصادي العالمي منصة الاستخبارات الاستراتيجية. وقال إن خرائط التحويل هي جوهر النظام الأساسي، حيث توفر القدرة على إنشاء خريطة تفاعلية مخصصة، وتطبق رؤى الخبراء المعينة على الأولويات الاستراتيجية المحددة للمستخدمين. وتفتح الخرائط السبل للقادة لدعم فرقهم في العمل معا، وذلك لفهم السياق الخاص بتطوير أولوياتهم الاستراتيجية، والتواصل حول المشكلات المعقدة بطريقة مرئية.

ويمكن للقادة الاستفادة من الخرائط لإبلاغ وجهات نظرهم الخاصة وتلك الخاصة بفرقهم، إضافة إلى توفير مساحة للاستكشاف الجماعي والمحادثات الاستراتيجية. وتعد خرائط المنتدى الاقتصادي العالمي إحدى الطرق المثيرة للاهتمام لبدء بعض التحولات التي تم تناولها أعلاه، وإعادة التفكير في طريقة عمل فرقنا وجلب المنظمات إلى القرن الحادي والعشرين.

صفات يجب توفرها في قائد العمل المثالي

1. الانفتاح على الجديد

2. التوازن العاطفي

3. معرفة الذات

4. الذكاء الاجتماعي في العلاقات

5. معرفة التعبير والإفصاح

6. تقديم الآراء التي تلخص مواقف العاملين

7. وضع أهداف محددة جيداً

8. الجدية والاحترافية في العمل