مع دخول الحراك الشعبي في لبنان يومه السادس، عقد رئيس الوزراء سعد الحريري، أمس، سلسلة اجتماعات مع سفراء دول أجنبية داعمة للبنان غداة إقرار حكومته إصلاحات جذرية، لم تقنع المتظاهرين الذي افترشوا الطرق والساحات لليوم السادس على التوالي.

وأكد المستشار الاقتصادي للحريري نديم المنلا في حديث لصحفيين أن رئيس الحكومة ينتظر رداً دولياً إيجابياً بشأن الإصلاحات الاقتصادية الجذرية التي اعتمدتها حكومته، فيما لم تصدر أي ردود فعل دولية بارزة.

منذ اندلاع حراك شعبي غير مسبوق في لبنان، كسر المتظاهرون للمرة الأولى حواجز كانت بمثابة «محرمات» على غرار التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات غير مسبوقة له ولأمينه العام حسن نصرالله.

في مواقع الاحتجاجات وأثناء البثّ المباشر على قنوات التلفزة المحلية، اتهم متظاهرون الحزب بتوفير الغطاء لحكومة فاسدة.

وشهدت مناطق عدة في جنوب لبنان الذي يعدّ معقلاً للحزب منذ تحريره عام 2000 من الاحتلال الإسرائيلي تظاهرات غير مسبوقة، خصوصاً في مدن النبطية وبنت جبيل وصور، حيث يحظى حزب الله وحليفته أمل بنفوذ كبير حيث بثت الانتقادات الموجهة ضد الحزب حتى على قناة المنار الناطقة باسمه.

الحراك الشعبي

مع دخول الحراك الشعبي في لبنان يومه السادس، تباينت حركة الطرقات في المدن والمناطق، بينما حذّر المحتجون من محاولة التعتيم على احتجاجهم.

كما انتشر الجيش على مداخل وسط بيروت ومنع دخول سائقي الدراجات بعد أن فرق، أمس، مواكب لدراجات نارية تحمل أعلام حركة أمل وميليشيات حزب الله كانت متجهة إلى ساحة الاعتصام.

وعلى صعيد التظاهرات، توافد المحتجون، أمس، إلى ساحة رياض الصلح وإلى ساحات الاحتجاج الأخرى في مختلف المناطق، بعد دعوات لهم للاستمرار في التظاهر، بينما قام بعض الشبان بافتراش الأرض والتظاهر أمام المصرف المركزي في شارع الحمرا في بيروت.

إقالة مديرة الوكالة

من جهة أخرى، أقال وزير الإعلام اللبناني جمال الجراح «المحسوب على تيار المستقبل مديرة الوكالة الرسمية اللبنانية لور سليمان وعين العضو في «التيار الوطني الحر» الذي أسسه رئيس الجمهورية ميشال عون بدلاً منها.

وأفادت مصادر أن صهر عون جبران باسيل، هو من ضغط لإقالة مديرة الوكالة الرسمية بسبب تغطيتها أخبار التظاهرات، وأن تعيين مقرّب من الرئيس «هدفه التعتيم على الثورة».

مقاطعة الجديد

على صعيد آخر، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطعة قناة الجديد تزامنا مع احتجاج مناصري رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ضد قناة التلفزيون الجديد، بينما استخدم المغردون هذا الهاشتاج للمطالبة بمقاطعة القناة بعد عرضها برنامجا سياسيا ساخرا.