انطلق في مقـر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ملتقى الإيسيسكو الثقافي، بمحاضرة للدكتور عباس الجراري، مستشار العاهل المغربي، وعضو أكاديمية المملكة المغربية، بعنوان «التحديات الثقافية المستقبلية في العالم الإسلامي».

وأوضح المدير العام للإيسيسكو سالم المالك: «أن عنوان المحاضرة يراهن على أمرين: على المستقبل ويتوجه إليه، وعلى الثقافة بما هي قوة ناعمة لها من الأثر والتأثير ما يجعلها فاعلة لا منفعلة». وذكر أن النخب في عالمنا اليوم ذات التأثير والأثر، هي عناصر القوة الناعمة في الثقافة والفكر، وفي الرياضة وفنون العصر.

تحديات ثقافية

لفت المالك إلى أن من التحديات الثقافية التي تواجهنا: قضايا الهوية، والعيش المشترك، ونشر ثقافة الحياة والأمل والإبداع، ومواجهة ثقافة الكراهية والعنصرية والإقصاء، والاهتمام بقضايا التراث واللغة، وتأكيد الحق في الثقافة والاستفادةِ منها للمواطنين كافة، وقضايا الحق في امتلاك وسائل العصر من تقنيات ووسائط وتكنولوجيا حديثة لبناء محتويات ومضامين جديدة، وقضايا التأسيس لثقافة رقمية مواكبة تعكس تاريخنا وهويتنا وحضارتنا وشخصيتنا التاريخية، وتنفتح على العصر بكل مكتسباته وإنجازاته دون عقد أو مركبات نقص، وتستشرف المستقبل بأمل وثقة بالنفس وبعزيمة واطمئنان.

مواكبة العصر

ألقى الدكتور عباس الجراري محاضرته متحدثا عن التحديات الثقافية المستقبلية في العالم الإسلامي، قائلا:»إن لنا كعالم إسلامي ماضيا مجيدا، وبرعنا في العديد من العلوم والفنون، وهذا مسجل في تاريخنا، وقد استفاد من حضارتنا وثقافتنا الغرب ليحمل مشعل الحضارة في عصرنا الحالي، ونحن الآن مطالبون بأن نواكب العصر، ونعود لنحمل مشعل الحضارة من جديد».

وأضاف: «أن هذه هي المعادلة الصعبة، ولن تحل إﻻ بالتوفيق بين الأصالة التي نعتز بها، والمعاصرة التي نسعى لمواكبتها. فنحن نتحدث بفخر عن ماضينا وتراثنا العريق ولكننا ﻻ نحلله وﻻ نسعى لتصفيته من الشوائب، فنحن نحتاج إلى تشخيص دقيق لتراثنا وماضينا لنفرز الصالح منه فنأخذه ونتمسك به، ونتجنب الطالح منه، وبنفس الطريقة يجب علينا التعامل مع الحداثة الغربية التي نشأت في بيئة مغايرة».

الحداثة الغربية

أشار الجراري إلى أنه رغم سيطرة الحداثة الغربية فإن العالم اﻹسلامي انفتح على عوالم أخرى باتت مؤثرة في عالمنا المعاصر، ورغم أن العالم اﻹسلامي يكتظ بالكفاءات، فإن هذه الكفاءات تهاجر لدعم تطور اﻵخر، وهذا يطرح تحديا آخر، فكيف نستطيع أن نسترد كفاءاتنا التي تدعم تقدم اﻵخر، وتنتج للآخر.

رؤية الإيسيسكو

-الاستثمار في القوة الناعمة للثقافة

-الخروج إلى العوالم الإنسانية الرحبة

-الخروج إلى ساحات الإبداع والتميز والعولمة والتمركز