بدأ المتظاهرون قطع طرق رئيسية، في وقت مبكر، أمس، في بيروت ومناطق عدة، تأكيدا على إصرارهم على شل البلد لليوم التاسع على التوالي وتمسكهم بمطلب رحيل الطبقة السياسية، رافضين الدعوة إلى الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية.

لاءات نصر الله

وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أمس، المطالبين برحيل كل الطبقة السياسية في تظاهرات تعم كل أرجاء لبنان من الفراغ الذي سيؤدي إلى «الفوضى والانهيار»، بينما اتهم أحزابا وسفارات لم يسمها بـ»تمويل» الحراك الحاصل.


وقال نصرالله في كلمة بثها تلفزيون المنار: «لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة»، رافضا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان.

وأضاف نصرالله «منفتحون على أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلا»، وتابع: «أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ إذا حصل وكما ينادي البعض، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم.... في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار».

توتر وتلميحات

وشهد وسط بيروت، أمس، توتراً تطور إلى تضارب بالأيدي بين مجموعة مؤيدة لحزب الله اعترضت على تصنيف الأمين العام للحزب حسن نصرالله ضمن الطبقة السياسية الفاسدة التي يطالب مئات آلاف اللبنانيين برحيلها منذ أكثر من أسبوع.

واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب على نصب خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله، بينها «كلن يعني كلن والسيد أشرف منهم»، قبل أن تتدخل قوة مكافحة الشغب لحسم الأمر.

وفي خطابه، طلب نصرالله من «جمهور المقاومة ترك الساحات» التي يتجمع فيها المتظاهرون، قائلا «لا ضرورة للدفاع عن المقاومة. إذا احتجنا للدفاع عن المقاومة نحن قادرون على ذلك»، وعبرّ عن «الخشية» من أن يصاب لبنان بما أصيبت به دول أخرى في المنطقة، مشيرا إلى احتمال وجود نوايا بافتعال «حرب أهلية».

استمرار المظاهرات

وأفاد شهود عيان أن المتظاهرين قطعوا الطرق الرئيسية في بيروت وتلك المؤدية إلى مطارها الدولي ومداخلها كافة، كما قطعت طرقا في مناطق عدة شمالا وجنوبا، بينما يستخدم المعتصمون لقطع الطرق عوائق ومستوعبات نفايات وقطع حديدية، كما تم إحراق إطارات على طريق المطار، ونصبوا في أماكن أخرى، خيما وسط الطرق الرئيسية باتوا ليلتهم فيها، في حين أبقت المصارف والمدارس والجامعات أبوابها مقفلة.

شرذمة التظاهرات

ويرى فارس الحلبي، وهو ناشط وباحث في منظمة غير حكومية، أن «الأحزاب اللبنانية تحاول اختراق التظاهرات والضغط عليها أو شرذمتها ولا يقتصر الأمر على حزب الله فحسب»، لافتاً إلى أن الأخير «يستعمل حجة شتم نصرالله لافتعال بعض المشاكل مع المتظاهرين أو الضغط عليهم».

وقبل دعوة عون إلى الحوار، أعلنت الحكومة خطة إصلاح «جذرية» تضمنت خفضاً بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، وتقديمات ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، رفضها الشارع أيضا لعدم ثقته بقدرة الحكومة التي لطالما وعدت ولم تف.

التحدي الأساسي

وقال الحلبي الذي يعد من بين الناشطين البارزين في التظاهرات في وسط بيروت: «وصل الشعب إلى نقطة كسر العلاقة مع النظام القائم.. والتحدي الأساسي أمامنا اليوم هو دعم الحراكات اللامركزية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب». وتعليقاً على دعوة عون لاختيار ممثلين عن المتظاهرين، قال الحلبي: «لحظة اختيار أي ممثل أو قائد للثورة، يعني أننا أطلقنا النار على أنفسنا وهذا يجب ألا يحصل».

الجيش يحذر

وفي بيان لها، أمس، حذّرت قيادة الجيش اللبناني من الممارسات المسيئة والمخالفة للقانون من قبل المعتصمين، كما اعتبرت أن حرية التعبير والتظاهر مصانة دستوريا، لكنها دعت إلى «احترام حرية التنقل».

في سياق متصل، أيدت البطريركية المارونية مطلب المتظاهرين بتشكيل حكومة مصغرة من خارج الأحزاب والتكتلات، وذكّرت أن «الشعب هو مصدر السلطات وفق الدستور»، وأضافت: «ليعلم المسؤولون في الدولة أنهم مسؤولون عن خسائر بملايين الدولارات».

نصر الله يرفض كل مطالب المتظاهرين

لا

نقبل الذهاب إلى الفراغ

نقبل إسقاط العهد

نؤيد استقالة الحكومة

نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة