كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن قيام وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بزيارة غير معلنة إلى الرياض الشهر الماضي للقاء كبار المسؤولين السعوديين ، لاحتواء الخلاف القائم منذ أعوام .

ووفقًا للمعلومات التي أكدها عدد من المسؤولين العرب والأميركيين ، أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قدم عرضًا مفاجئًا لإنهاء الخلاف أثناء وجوده في الرياض ، يتمثل في استعداد الدوحة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين ، التي تصنفها السعودية جماعة إرهابية .

وفيما تدرس المملكة العرض القطري ، يأتي التحرك القطري - فيما لو صحت المعلومات ، ضمن مؤشرين أولها أن زيارة وزير الخارجية القطري للرياض يأتي بصفتها عاصمة القرار العربي ، والثاني أن النظام القطري استشعر خطر جماعة الإخوان المسلمين ، وهذا من شأنه تلبية أحد أهم ما طالبت به المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى عندما قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر وأغلقت قنوات التواصل عبر المنافذ البرية والجوية معها في العام 2017، حيث اتهمتها بدعم الإرهاب ، وسط محاولات قطرية لنفي الاتهامات .

وعبر بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الحاليين والسابقين ، إلى جانب مسؤولين مطلعين على الملف في المنطقة ، عن شكوكهم في إمكانية حل الخلاف في المستقبل القريب .

ووضع هذا الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي واشنطن في موقف حرج وأدى إلى تعقيد جهودها لتوحيد دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة إيران حيث فاقم الفجوة بين السعوديين والإماراتيين الذين تربطهم صلات أمنية واقتصادية وثيقة بالولايات المتحدة ودولة قطر التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في المنطقة.

يذكر أن زيارة الشيخ محمد ال ثاني إلى الرياض ، والتي لم يتم الإعلان عنها سابقًا ، سبقتها عدة جولات من الجهود الدبلوماسية المكثفة ، كان معظمها بقيادة الكويت بحسب مصادر مطلعة على هذا الملف، حيث أشاروا إلى أن عددا من الاجتماعات عقدت على هامش قمة العشرين الأخيرة في اليابان ، دون تقديم تفاصيل.

وكانت المملكة العربية السعودية ، الإمارات العربية المتحدة والبحرين ، إضافة إلى مصر ، أعلنوا عن مقاطعة قطر في يونيو 2017 ، كما أعلنت هذه الدول بشكل جماعي قائمة من 13 مطلبًا ، بما في ذلك وقف قطر لتمويل الإرهاب ، وإغلاق شبكة تلفزيون الجزيرة الفضائية وتقليص العلاقات مع إيران ، في وقت لا تعتبر قطر جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ، ورغم أنها تنفي تمويلها إلا أنها قدمت دعماً سياسياً لجماعات الإخوان وأعضائها ، بمن فيهم الرئيس المصري محمد مرسي ، الذي أطاح به الجيش المصري عام 2013.