في الوقت الذي خرج فيه آلاف المتظاهرين وسط العاصمة الجزائرية ضد إجراء الانتخابات الرئاسية، بدأ الجزائريون أمس التصويت لاختيار خلف للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع بعد حوالى عشرة أشهر من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة، فيما يتوقع أن تشهد نسبة مقاطعة واسعة.

وبمجرد بداية عملية التصويت اقتحم معارضون للانتخابات مركزي تصويت في بجاية إحدى أكبر مدن منطقة القبائل، وقاموا «بتحطيم صناديق التصويت وخربوا قوائم الناخبين».

ولكن المشاركة بدت ضعيفة في الساعات الأولى من فتح بقية المراكز، كما في إكمالية باستور بوسط العاصمة، أو مدرسة محمد زكال بحي بلكور، أو في العاشور بالضاحية الجنوبية، فيما لاحقت الشرطة مقتحمي المراكز، وأوقفت ثمانية أشخاص على الأقل بينهم امرأة.

استمرار الحراك

ولم يتراجع زخم الحراك الاحتجاجي المناهض للنظام الذي بدأ في 22 فبراير، ولا يزال معارضاً بشدة للانتخابات التي تريد السلطة بقيادة الجيش، أن تُجريها مهما كلّف الثمن. ويتنافس خلالها خمسة مرشحين، يعتبر المحتجون أنهم جميعاً من أبناء «النظام».

ونفذ المرشحون الخمسة «عبدالعزيز بلعيد وعلي بن فليس وعبدالقادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي وعبدالمجيد تبون» حملة انتخابية متوترة وشديدة التعقيد، في ظل أجواء من القمع المتصاعد، فيما يتهمهم المحتجون بأنهم يؤيدون النظام من خلال ترشحهم ويأخذون عليهم دورهم في رئاسة بوتفليقة.