سبق أن تحدثت وكتبت عن أهمية «الدراما» كـ«قوة ناعمة» في التوعية ومكافحة التضليل، ومن ذلك إشادتي ببعض حلقات طاش، وسيلفي والعاصوف للدور الفكري الذي تقدمه لمكافحة التطرف والإرهاب، وقلت في إحدى تغريداتي «سيلفي أنفع من آلاف الخطب والمقالات»، لما حققه من أثر حتى في العقل «اللاواعي» والتفكير «اللاإرادي». وفي عام 2016 قلت لموقع «عين اليوم» إن الدراما أقوى سلاح لمواجهة «الإرهاب»، ودعوت إلى توظيفها لمصالح الأمن الفكري والسياسي والاجتماعي، لا سيما مع تلميع المحتلين العثمانيين لأنفسهم عبر مسلسلات مثل «قيامة أرطغرل»، وتسويق بعض العرب كالإخونجية للمحتل العصملي وشيطنة تاريخهم العربي وتشويه أوطانهم والتحريض على ولاتهم لصالح الترك والفرس. ولذا سعدت لظهور مسلسل «ممالك النار» الدرامي التاريخي الذي يصحح الصورة ويَهْدي الضالين المغترين بتاريخ الاحتلال التركي العثماني للوطن العربي، حيث هدم بـ14 حلقة مئات الحلقات من ضلالات أرطغرل وأمثاله، والتي ما زالت «للأسف» تبث على قنوات عربية، فضلا عن مسلسلات تركية أخرى تسوق للثقافة التركية وتعتبر «قوة غازية» لا يستهان بها، وأضرت بفكر الجيل كثيرا. وكما أن للأفلام القصيرة دورا إيجابيا في العقل العربي، كالرسالة والقادسية واليرموك وعمر المختار، فإن لها دورا سلبيا حينما تستغل لتمرير أجندات سياسية. ومع هذا النجاح لهذا المسلسل فإني أكرر ما قلته سابقا، لا سيما مع تجارب مفيدة حققت مصالح عميقة، وذلك لدعم الدراما لمصالح «الأمن» الوطني والقومي.