عكست مطالب أهالي حفر الباطن بتحويل مطار المحافظة إلى مطار «إقليمي»، رغبة ملحة وتطلعات مستمرة، لا سيما مع أهمية موقع المحافظة وإستراتيجيته وحيوية ربطه لأقاليم ومناطق عدة شرقي البلاد. المؤكد أن مطالب (الإقليمية) التي يبحث عنها أهالي حفر الباطن لمطارهم قد وصلت إلى المسؤولين، لكن الغريب أن الوضع بقي كما هو عليه رغم اقتراب المطار (المحلي) من بلوغ 50 عاما منذ انطلاقته، وهو على حاله إذ لم يتغير على الصعيد التشغيلي وازدياد أعداد المسافرين بالنظر إلى ارتفاع عدد السكان القاطنين في المحافظة، وكان التغيير شكليا في المظهر الخارجي، إلا أن الرحلات اليومية محدودة جدا. ورغم أن إنشاء المطار في تلك الحقبة كان لأسباب اقتصادية ودعم لوجستي لخط (التابلاين)، إلا أن الأمر تجاوز في وقتنا الحالي جميع طموح تلك الحقبة. فحفر الباطن لم تعد تلك القرية الصغيرة، إذ أصبحت محافظة يقترب عدد سكانها من المليون نسمة، ويتبع لها كثير من القرى والهجر والمراكز، إضافة إلى موقعها الإستراتيجي، فهي على مثلث يربط دول الشام مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومنفذ إقليمي برِّي على حدود دولة الكويت الشقيقة. وتُعدّ بوابة لانطلاق الصادرات، كما يتواجد في المحافظة قاعدة عسكرية تُعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، كل هذه العوامل أعطت حفر الباطن موقعا إستراتيجيا، وقوة اقتصادية عززت من أحقية المحافظة بتحويل مطارها إلى مطار إقليمي، بل دولي يخدم أبناء المحافظة وزائريها، ويعود بالنفع على اقتصاد الوطن. نأمل من هيئة الطيران النظر في تحقيق هذا المطلب، بما يخفف على أهالي حفر الباطن عناء الخروج إلى الكويت ليسافروا من مطارها الدولي إلى مدن داخل وطنهم الغالي!!