هذه الدولة المباركة تم تأسيسها على كتاب الله وسنة رسوله، حيث كانت قبائل متناحرة بحكم الجهل والفقر والمرض وشظف العيش، وكل قبيلة أو جماعة تقاتل الأخرى.

وبفضل الله ثم موحد هذا الكيان المغفور له الملك عبدالعزيز وأبنائه الكرام من بعده، أصبحنا ننعم بهذه النعم التي لا تعد ولا تحصى، أولها تطبيق شرع الله والأمن والأمان والترابط بين أبناء هذا الوطن، وأصبحنا بفضل الله إخوانا، الحاكم والمحكوم، وكان هذا الشعب الوفي الصادق في وقوفه صفا واحدا مع حكومته، ضد أعداء الدولة والدين.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الكريم تشهد المملكة نقلة نوعية كبيرة، وشاملة في جميع المجالات والتي يصعب حصرها، منها جهود وزارة العمل في إنشاء اللجان الاجتماعية، والمراكز الاجتماعية والجمعيات، وما تقوم به من أدوار إيجابية، في خدمة وتطوير أفراد المجتمع الواحد بجميع فئاته، وتغرس القيم والمبادئ في الشباب، وتعمل على عقد الندوات والدورات التدريبية التي تخدم الشباب بشكل عام في إعداده لتحمل المسؤولية، والعمل على أن تكون القبيلة أو القرية جزءا من المجتمع المدني، والشباب في حاجة ماسة إلى الدعم والتوجيه والقدوة الحسنة.

انتشرت في جميع المدن والقرى والهجر مجالس إدارة من الشباب المتميزين يعملون لخدمة أهلهم، امتثالا لقول الله (وأنذر عشيرتك الأقربين)،

وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).

الشباب يحتاجون الكثير من التوجيه والإرشاد في كل مجالات الحياة، ومنها اختيار التخصصات الدراسية التي تتوافق مع رؤية المملكة 2030، والعمل على تطوير مهاراتهم وقدراتهم وحبهم لدينهم ووطنهم وزيادة تواصلهم وتعارفهم، لأننا في هذا الوطن نعتبر أسرة واحدة ولا أدل على هذا مما نراه من الأدوار والجهود التي تقوم بها حكومتنا الرشيدة في خدمة المواطن، وما يقوم به أميرنا الموفق تركي بن طلال من جهود جبارة في منطقة عسير في إحياء اللحمة الوطنية.

وتشجيع ودعم الجمعيات التعاونية واللجان الاجتماعية، وعمله المتواصل ودعمه لجان إصلاح ذات البين، لأن صلاح الأسرة والجماعة وترابطهم يؤدي إلى وجود مجتمع قوي ومتماسك لخدمة الدين والوطن.

نسأل الله أن يحفظ لنا قيادتنا متمثلة في ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وكل أعوانهما، وكل مخلص لخدمة هذا الوطن المبارك.