فيما أدى لغم بحري إلى مقتل 3 صيادين مصريين في البحر الأحمر نهاية الأسبوع الماضي، وصل عدد الضحايا نتيجة الإرهاب الحوثي باستخدام الألغام في اليمن خلال أربع السنوات الماضية إلى أكثر من 300 شخص، وفقا لبعض السجلات الرسمية، فيما تؤكد تقديرات أخرى أن هذا الرقم أكبر بكثير نظرا للتعتيم الإعلامي الذي يفرضه الحوثي في المناطق التي يسيطر عليها، وأنه يصل إلى 3 أضعاف.

وتؤكد بعض التقديرات أن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم أرضي، منذ بدء الحرب، ما جعل اليمن «أكبر دولة ملغومة» منذ الحرب العالمية الثانية.

920 قتيلا

وثق مشروع برنامج (ACLED) الدولي، المتخصص بجمع بيانات مناطق النزاع حول العالم وتحليلها، مقتل أكثر من 267 مدنيا على الأقل بفعل الألغام الحوثية في 140 حالة تم الإبلاغ عنها منذ العام 2016 وحتى 2019، وهذا الرقم يشمل الأسماء المسجلة رسميا فقط، وتشير التقديرات إلى أن عدد المقتولين بفعل الألغام يتجاوز 920 مدنيا، فضلا عن آلاف الجرحى.

وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن قد أوضح في تصريح سابق أنه عند الساعة الثانية من فجر الأربعاء الماضي نفذت قوات التحالف البحرية عملية استجابة لبلاغ عن غرق أحد قوارب الصيد بالمياه الدولية بالبحر الأحمر نتيجة انفجار لغم بحري. وأوضح التحالف أن قارب الصيد كان على متنه ستة صيادين من الجنسية (المصرية) تم إنقاذ ثلاثة منهم وتوفي ثلاثة آخرون نتيجة انفجار اللغم البحري.

التأثير الاقتصادي

بالإضافة إلى عدم وجود الأمن، فإن نشر الحوثي للألغام في مناطق كثيرة يضعف النشاط الاقتصادي في البلاد، إذ كثيرا ما تصيب الألغام الأرضية المزارعين والحيوانات التي تشكل مصدر الرزق الرئيسي للعديد من الأسر في المناطق الريفية. وهذا ما جعل ألغام الحوثي لا تستهدف الإنسان فقط بل إنها تستهدف الثروة الحيوانية بأنواعها الأمر الذي يشكل عبئا كبيرا على كثير من الأسر.

الألغام البحرية

في البحر الأحمر دأب الحوثيون على زراعة ألغام بحرية تهدد السفن التجارية والصيادين. ووفقا لبيانات ACLED، قتلت الألغام البحرية المرتجلة 13 صيادا على الأقل في عام 2018 وحده. وقال الموقع إن الاستخدام العشوائي للألغام والعبوات بدائية الصنع يسهم في معاناة المدنيين الأبرياء، بينما يشكل أيضا انتهاكا لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات المنصوص عليها في القانون الدولي.

أكثر الضحايا

فيما يستمر الحوثيون في نشر أسلحة القتل الخفية تحت الأرض وتحت الماء، فقد تصدرت محافظة الحديدة المحافظات اليمنية في أعداد القتلى من المدنيين الأبرياء، وذلك بمجموع 115 مدنيا قتلوا منذ يناير عام 2016، ثم تعز والجوف بـ 69 و23 قتيلا على التوالي، لكن الأمر المختلف بالنسبة لتعز فهو يتعلق باستمرار سقوط القتلى من المدنيين بسبب الألغاء المزروعة وذلك بشكل سنوي، وذلك نظرا لعدم قدرة الفرق المساندة على دخول مناطق الصراع ومحاولة نزع تلك الألغام المنتشرة بشكل كبير على حدود المحافظة.

وتشير أرقام غير رسمية إلى أن عدد القتلى الذين سقطوا في تعز وحدها وصل إلى أكثر من 500 شخص، وذلك وفقا لتقرير لمنظمة «هيومان رايت ووتش» الذي ذكر أن ألغام الحوثيين دمرت تعز بالكامل وقتلت المئات من سكانها.

نزع 122 ألف لغم

يواصل مشروع «مسام» لنزع الألغام، التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، جهوده المتواصلة في اليمن، والهادفة إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي زعتها ميليشيات الحوثي.

وتمكن المشروع حتى الآن من انتزاع أكثر من 122 ألف لغم وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، في مختلف المحافظات اليمنية.

ألغام الحوثي وآثارها (2016 - 2019)

انفجار أكثر من 140 لغم أرضي وبحري

137 لغما بحريا في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر

267 قتيلا من المدنيين العزل

أكثر ضحايا الألغام في الحديدة بمجموع 115 قتيلا

توزيع أعداد القتلى المسجلين رسميا

2016: 38

2017: 34

2018: 174

2019: 21