بعد ما خسر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الرهان الإيراني، اضطر إلى سحب أنصاره ذوي القبعات الزرقاء من ساحات الاعتصام وسط هتافات المتظاهرين في النجف وكربلاء ضد ميليشياته وضد إيران، إضافة إلى ضغط المرجعية والقوى السياسية، وفشل محاولات إجبار المتظاهرين على فض ساحات التظاهر. شهدت بغداد وتسع محافظات عراقية، أمس، حالة من الهدوء والاستقرار بعد دخول القوات الأمنية ساحات التظاهر، وسط ترحيب المتظاهرين، وغياب تام لأصحاب القبعات الزرقاء. كان الصدر حض أنصاره على العودة إلى الشوارع بعد أن أعلن تأييده لعلاوي ودان اعتصامات الطلاب وإغلاق الطرقات، بينما انتشر أنصاره حول المدارس والدوائر الحكومية في الكوت والحلة جنوب العاصمة، لضمان إعادة فتحها بعد أسابيع من الإغلاقات المتقطعة بسبب التظاهرات.

فشل التهدئة

غير أن ترشيح علاوي المقرب من إيران في الأول من فبراير فشل في تهدئة الاحتجاجات، حيث رفض معظم المتظاهرين علاوي باعتباره قريباً جداً من النخبة الحاكمة، لكن الصدر الذي أيد التظاهرات رحب بتكليفه. وحسب شهود عيان، شرعت القيادات الأمنية في بغداد والمحافظات منذ ساعة متأخرة من الليل بتولي عمليات بسط الأمن ومشاركة المتظاهرين فعالياتهم، وإبعاد الجماعات المسلحة من أصحاب القبعات الزرقاء الذين غادروا الساحات بهدوء، بينما تعالت أصوات المتظاهرين بعد انتشار القوات الأمنية بهتاف «بالروح بالدم نفديك يا عراق.. ورفع أعلام العراق».

تراجع الصدر

زعيم التيار الصدري الذي راهن على نفوذ إيران، اضطر إلى التراجع عن قمع المتظاهرين وإبعاد أنصاره عن ساحات الاعتصام، والاعتذار إلى المحتجين والطلاب، بعد عدم تمكن أنصاره من فض التظاهرات بالقوة، وتصاعد العنف والهتافات ضده ورئيس الحكومة المكلف وإيران، بينما رحب الجميع بتسلم القوات الأمنية حماية المتظاهرين السلميين.

تفتيش الخيام

المتظاهرون الذين رحبوا بالقوات الأمنية، سمحوا لها بتفتيش خيام الاعتصام والاستماع إلى توجيهات القوات الأمنية، وتوفير أجواء آمنة للمتظاهرين في التعبير عن مطالبهم بصورة سلمية دون المساس بأمن واستقرار البلاد، والاتفاق على حصر مساحة التظاهر في ساحات التظاهر وعدم قطع الطرق والجسور وإعادة افتتاح الدوائر الحكومية والمدارس.