أصدرت منظمة سام، تقريرا عن سجن مدينة الصالح الواقع في ضواحي مدينة تعز اليمنية، ونقلت شهادات لقصص تنشر لأول مرة عن تعذيب يتعرض له سجناء مناوئون لميليشيا الحوثي التي تساندها إيران.

وقالت منظمة «سام» التي تتخذ من جنيف مقرا لها، إن فريقها بمدينة تعز وسط اليمن استمع لـ27 من ضحايا سجن الصالح والشهود، إضافة إلى 3 وسطاء محايدين ممن سنحت لهم الفرصة لزيارة السجن في إطار البحث والتفاوض للإفراج عن المعتقلين وقابلوا محتجزين.

تقسيمات السجون

يتكون سجن الصالح حسب المنظمة من 20 مبنى، قسمه الحوثيون لـ5 فروع، الأول سجن الأمن القومي، والقسم الثاني السجن الوقائي، والثالث سجن الأمنيين، والرابع سجن العسكريين، والخامس سجن الأمن السياسي، وهي تسميات درج الحوثيون على إطلاقها أمام لجان التفاوض التي تسعى للإفراج عن المعتقلين فيه، لكن هناك أسماء أخرى طائفية يتداولها السجانون وحسب تصنيفات القيادات الحوثية المشرفة على السجن.

مناوئو الحوثي

إلى جانب السجن الممتلئ بمناوئي الحوثي المختطفين، هناك مبان أخرى قريبة تسكن فيها قيادة الجماعة ومسلحون تابعون لها ويُستخدم جانب منه كمخازن للأسلحة والمعدات العسكرية، وتحيط به مساحات واسعة استخدمت لإطلاق القذائف والصواريخ باتجاه مدينة تعز.

وتطرق تقرير سام لأساليب التعذيب الجسدية المؤلمة والتعذيب النفسي، وذكر أن المعتقلين المفرج عنهم يصابون بالفزع بمجرد تداول أو ذكر اسم «سجن الصالح» أمامهم، بسبب ما ذاقوه من معاملة قاسية، وقالت «سام» لقد أصبح سجن الصالح كابوساً في مدينة تعز التي اختار أبناؤها منذ عقود التعليم ونبذ العنصرية والسلاح قبل أن يحاصرها الحوثيون منذ مطلع 2015.

سجن الرعب

وصفت «سام» سجن الصالح بأنه معتقل يسكنه الرعب وشبهت بشاعته بسجن تدمر في سورية والباستيل في فرنسا، فيما تم رصد المعاملة غير الإنسانية التي يواجهها المعتقلون، مثل التجويع والمنع من النظافة والحرمان من التهوية والشمس.

وقالت «سام» إن الحوثيين يعتقلون ضحاياهم لعدة أغراض أبرزها العقاب وإيلام الخصوم ثم التجنيد الإجباري، أو رهائن يفرجون عنهم مقابل مقاتلين محتجزين من عناصرهم، وأخيرا الابتزاز المالي لأسر المعتقلين.

وذكرت سام أنها رصدت في وقت سابق أكثر من 51 سجنا خاصا في محافظة تعز، من بينها 29 سجنا تديرها ميليشيا الحوثي، و9 سجون تديرها القوات الحكومية، و4 سجون خاصة بتنظيمات متشددة تمكنت القوات الحكومية من إغلاقها في 2018 بعد السيطرة على أحياء ومبان سكنية كانت تتحصن فيها.

وبحسب تقرير سام فقد شكلت السجون السرية، وغير القانونية، ظاهرة مقلقة في اليمن، حيث تعمد «أطراف الصراع» إلى إنشاء سجون غير قانونية وسرية لإخفاء الخصوم والانتقام منهم.

وتعمل «سام» بشكل مستمر على رصد وقائع انتهاكات حقوق الإنسان وتهتم بضحايا السجون غير القانونية والتعذيب بشكل خاص، وسبق أن أصدرت تقريرا بعنوان «ماذا بقي لنا» وثق معاناة النساء في سجون ميليشيا الحوثي، وتقريرا آخر بعنوان «الموت البطيء» سلطت به الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون المرضى في سجون ميليشيات الحوثي، ورصدت مواقع الاعتقال غير القانونية التابعة لميليشيا الحوثي.

تقسيمات الحوثي للسجون

20 مبنى للسجون مقسمة إلى 5 فروع

سجن الأمن القومي

السجن الوقائي

سجن الأمنيين

سجن العسكريين

سجن الأمن السياسي