شدة تعلق النفس بوطنها وارتباطها به دليل صادق على انتمائها، فانتماء الإنسان لوطنه غريزة يكتسبها من تلقاء ذاته، لأنه شعور وراثي فطري يولد مع الإنسان، وكذلك طاعة ولي الأمر جزء لا يتجزأ من تماسك المجتمع بهدف الوصول للوحدة الوطنية.

حب الوطن فطرة أقرها الإسلام، وجعلها من أسس بناء المجتمعات، وسبيلا للعمل الصالح، وفعل الخيرات، وزيادة التماسك بين أبناء الشعب السعودي «موضوع المقال»، وحب الوطن لا ينبغي أن يقف عند المشاعر والعواطف، بل لا بد أن يترجم إلى أفعال، يقوم الفرد بها تجاه وطنه صاحب الفضائل عليه، فجميعنا مسؤولون عن خدمة الأرض مع اختلاف الأماكن والمهن. كل منا يخدم وطنه بطرق مختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك من يحمل السلاح ويرابط للدفاع عن أرضه، وهناك من يعمل لرفعته من خلال فتح المشروعات والمصانع، مما يعود على اقتصاده ويسهم بوضع اقتصاد الوطن في المقدمة، ويعود على المستوى المعيشي للمواطن، وهناك من يعمل بمجال التعليم لخلق جيل قادر وحامل لسلاح العلم لمواكبة العصر والمساهمة في التقدم العلمي على مختلف المستويات والمجالات، فالعلم أحد أعمدة بناء الأمم وتقدمها، ولا تصنع الحضارات إلا بسواعد وعقول أبنائها. ما أردت قوله إن الوطن مليء بأبنائه المخلصين، أصحاب العلم النافع الذي يجب أن نستغله لخدمة تراب وطننا.

لقد جاءت رؤية 2030 لتعزيز الانتماء للوطن، هو أحد أهدافها، ولكي يتم الوصول إليه يجب العمل بسلاسة وتفاهم وود بين أبناء الوطن، لتخرج الصورة النهائية لوحة وطنية جميلة ومبهرة، غرست فيها قيمة الانتماء الوطني بشكل دائم. جاءت رؤية 2030 بمفهوم جديد، ألا وهو أن مسؤولية الأوطان ورفعتها ليست على الحكومات فحسب، بل لأبنائها نصيب الأسد في تحمل المسؤولية.

للوطن أبناؤه المخلصون الذين لا يبخلون عليه بالغالي والنفيس، فمن يعمل لخدمة المملكة العربية السعودية، الواجب علينا الإشادة به.

«مهنا المزروعي السبيعي العنزي»، نموذج فرض اسمه لخدمة وطنه، أسهم في دفع عجلة الاقتصاد والتنمية، سخر نفسه لخدمة الأرض إيمانا منه برد دين الوطن عليه، أحيا التراث الشعبي وانتهج طريق أجداده بالحفاظ على التراث، خاصة سباق الإبل، وحين تتراكم الأعمال في نهاره يأخذ من ليله، بالإضافة إلى الأعمال الخيرية التي يقوم بها تجاه أبناء وطنه. بأمثال هؤلاء الرجال تنهض الأوطان والأمم. حفظ الله المملكة وشعبها.