أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أنه لا بد من دور عربي كبير لإبعاد الدور التركي والذي يستغل مآسي الشعب السوري لتنفيذ أطماعه، كاشفا في الوقت ذاته وجود أكثر من مليون ومائتي ألف مدني يعيشون في العراء وفي الملاجئ نزحوا خلال الشهرين الماضيين.

استغلال المأساة

أضاف مدير المرصد السوري في حوار مع "الوطن" أن الرئيس التركي إردوغان يعمل على التغيير الديمغرافي كما في عفرين، وهي سياسة تركية معروفة منذ مئات السنين، ويجب عليهم أن يرحلوا من سورية التي لا تعترف بأي وجود شرعي لــــــ8100 جندي تركي دخلوا خلال الفترة الأخيرة. لفت عبدالرحمن إلى أنقرة تحاول استغلال مأساة الشعب السوري بشكل مستمر أن هناك حاجة ملحة إلى تدخل عربي من المحور المصري السعودي بهدف إبعاد الدور التركي، وتابع "كنا نحلم بأن تكون هناك دولة ديمقراطية في سورية... لكننا بتنا نحلم بأن تبقى سورية موحدة لأبناء شعبه".

فتح الحدود

حول أحوال النازحين بعد القرار التركي بفتح الحدود، أوضح أن ما يهم المرصد السوري لحقوق الإنسان هو وجود أكثر من مليون ومائتي ألف مدني نزحوا خلال شهرين وهم في العراء الآن، مشيراً إلى أن أوضاع النازحين تتفاقم بشكل كبير جدا تزامنا مع ازدياد عددهم نتيجة العملية العسكرية، وتابع "أكثر من 300 قرية وبلدة باتت خالية أو شبه خالية من سكانها بشكل كامل منذ بدء العملية العسكرية عبر مراحل عدة".

تهجير المواطنين

بيّن مدير المرصد أن الرئيس التركي يعمل على التغيير الديمغرافي كما حدث في عفرين التي تم تفريغها من سكانها، مقابل توطين آخرين في المنطقة، فضلاً أن تصريحات إردوغان وتهديداته للنظام السوري انعكست على الأرض لصالح النظام واستمراره في تهجير المواطنين من مناطقهم وتشريد مئات الآلاف الذين يحتاجون إلى مأوى وعلاج، وهناك مأساة إنسانية حقيقية تسببت بها الاتفاقيات التركية-الروسية وقصف قوات النظام والقوات الروسية. ولفت عبدالرحمن أن البعض يعتقد أن الرئيس التركي يقف إلى جانب الشعب السوري، مشيراً إلى أن تركيا تدخلت في إدلب لأن روسيا رفضت أن يسيطر إردوغان على كوباني وعين عيسى في شمال شرقي سورية، وتابع "من أجل ذلك قرر أن يساعد الفصائل في إدلب من أجل توجيه رسالة إلى روسيا... الطائرات الحربية والمسيرة التركية دخلت على خط العمل، وهناك طائرات حربية استهدفت طائرتين للنظام السوري وأسقطتهما".

تغيير ديمقراطي

حول إمكانية استيعاب اللاجئين داخل سورية، لفت مدير المرصد إلى أن هناك إمكانية بالفعل لتلك الخطوة، ولكن إردوغان إذا كان جادا في مساعدة أبناء الشعب السوري لمَ انتظر حتى تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على أكثر من 300 قرية وبلدة، ولم يتحرك إلا من أجل خدمة مصالح تركيا وأطماعها في الأراضي السورية وليس مصالح الشعب السوري؟

بين أن عدد اللاجئين على الحدود التركية اليونانية أقلية بالنسبة للاجئين على الحدود، ولو كان أردوغان جادا في إرسال السوريين إلى أوروبا لفتح الحدود أمامهم، كما أن أردوغان يقوم بالفعل بعملية تغيير ديموغرافي ثم يدعي أنه يحمي السوريين وهذه مفارقة كبيرة.

لسنا مع النظام

حول اتهام المرصد من قبل الشارع السوري بدعم النظام، قال عبدالرحمن: إن هناك عملية ترهيب لكل من ينشط في المنطقة، وتحديدا كل من يعمل مع "المرصد السوري"، لذلك نقول: إن القضية هي "أننا نرصد الواقع ولا نعمل على إعطاء معلومات استخباراتية. نحن أبناء الشارع السوري وأبناء الشعب السوري، ولسنا في حاجة إلى تزكية من مجموعات إردوغان التي تعمل ضد مصالح الشعب السوري... نحن ضد ممارسات بشار الأسد ونظامه وهو النظام المدعوم من قبل إيران وحزب الله اللبناني وروسيا".

أكد مدير المرصد السوري أن المرصد لا يمكن أن يكون مع الاحتلال التركي والمجموعات المتطرفة التي أسهمت بقتل أبناء الشعب السوري، خصوصاً أن المرصد يعلم أن تركيا هي التي أدخلت عشرات الآلاف من الجهاديين إلى سورية، وتابع: المفارقة أن إعلام النظام يعتبر المرصد السوري للمسلحين والإرهابيين، لذلك فقد انتهينا من مسألة الاتهامات منذ عام 2011 وأصبحت وراء ظهورنا.

ماذا تفعل تركيا في سورية؟

- تخدم مصالحها وأطماعها في الأراضي السورية

- تعمل على التغيير الديمغرافي كما فعلت في عفرين

- تحاول استغلال الشعب السوري بسبب الغياب العربي

- تدخلت في إدلب بعد رفض روسيا لها بالسيطرة على كوباني وعين عيسى