توصلت معرفة الحمض النووي (DAN) إلى اكتشافات لا تصدق، وأصبحت الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ بقصص عن المتبنين الذين يعثرون على أفراد عائلات وأشقاء بيولوجيين يتم لم شملهم بعد عقود متباعدة، لكن قبل أن يتم اكتشاف (DAN) نجد أن العرب قديماً استخدموا علمي الفراسة والقيافة لمعرفة أهل الطفل، وقد كانت تلك الطرق مفيدة في زمانهم رغم عدم قطعيتها وقلّة نسبة نجاحها.

طرق متنوعة

ذكر الباحث في التاريخ وعلم الأنساب الجيني ومدير مشاريع في شركة FAMILY TREE DNA المهندس فالح الحجيلان أن طرق اكتشافهم لصحة انتماء وإثبات نسب الطفل لوالديه قديما كانت غير قطعية فالبعض يرجعها للشبه والبعض الآخر يستخدم علم الفراسة في تحديد ذلك، وقد جاء في الإسلام أيضا حل لهذه الاشتباهات التي قد تحدث بسبب خلافات زوجية، موضحا أن الابن للفراش ما لم ينفِ الزوج هذا النسب فوجههم الإسلام إلى (اللعان).

وفي حديث لـ«الوطن» مع بعض المواطنين، ذكر العم صالح صاحب الـ80 عاماً، بأنه يتذكر وقوع مثل هذا الاشتباهات في قريته، حيث ذهبوا إلى أناس يشتهرون بالفراسة، وتم فصل الخلاف، ونسبة البنت إلى أبيها. وتحدث آخر عن وجود مسميات للبعض وألقاب كالمري وغيره، يشتهرون بمعرفة هذه الأمور، ولم تكن مقتصرة على الأشخاص بل كانوا يستخدمونها على الإبل ونسب الطفل لوالدته.

قصة حقيقية

عرض فيلم Changeling بـ2008، المستوحى من قصّة حقيقيّة حدثت في لوس أنجلوس سنة 1928 عن امرأة خُطف ابنها، وبعد مرور خمسة أشهر، أعادت لها الشرطة طفلا آخر، لكنها أدركت أن الطفل الذي رُدّ إليها بعد فقدانه لم يكن ابنها الحقيقي.

بتفاصيل القصة، نرى أن الأم استدلت على معرفة ابنها ببعض العلامات منها طول قامته والفرجة بين أسنانه وخوفه من الظلام، على الرغم من أن الكثير لم يصدقها لوجود شبه بينهما، وهذا يؤكد على أن دلالة الشبه غير دقيقة.

ثورة علمية

ذكر الحجيلان أنه بعد الثورة العلمية في القرن العشرين بوجود علم الجينات الوراثية أُسدل الستار عن أعظم فتح في تاريخ البشرية من الناحية الطبية وعلم الشفرات الجينية التي لا تقبل الخطأ، وإن وجد خطأ فيكون خطأ بشريا في توزيع العينة أو تصنيفها ونسبتها لصاحبها، كأن يقوم الفاحص بوضع اسم وبيانات شخص آخر غير المفحوص.

آلية العمل

أوضح الحجيلان أن آلية العمل في علم الأنساب الوراثي تقوم على المقارنة والمطابقة بين العينة المأخوذة من الطفل وأبيه وأمه لإثبات النسب القطعي عن طريق أخذ عينات من اللعاب أو فحص الدم.

مميزات DNA

نجد أن لعلم الـDNA مميزات خاصةً في مجال علم الأنساب الجيني، حيث قال الحجيلان إن «DNA سبب ثورة هائلة في معرفة الأنساب وجذورها وفروعها وأيضا تحديد السلالات القديمة جدا مثل المومياوات من آلاف السنين وتحديد أحفادهم الذين يعيشون بيننا اليوم، وأيضا تحديد الهجرات وتوزعها عن طريق تتبع الطفرات الجينية لكل فرع من هذه السلالات وتحديد موطن الفرع الأصلي بمقارنته بأصوله التي تفرع منها في أي مكان وفي أي قارة، ومن المثير للاهتمام أن هذا العلم أزال تصنيف الطبقات القبلية والبشرية».

القيافة

في الاصطلاح: إلحاق الأولاد بآبائهم وأقاربهم استنادًا إلى علامات وإلى شبه بينهم، والتعرف على نسب المولود بالنظر إلى أعضاء جسمه وأعضاء والده، وهذا كان شائعا في الجاهلية.

الفراسة في الإسلام

العلم الذي يختص بمعرفة بعض الأحوال من خلال ظهور علامات معينة، وهو بذلك لا يدّعي علم الغيب وإنّما هي قدرة شخصية، ومنها ما هو مكتسب ومنها ما هو محض هبة من الله.

طرق إثبات النسب قديما

01 - عن طريق العلامات المميزة بالطفل

02 - عن طريق الشبه بين الطفل والوالدين

03 - عن طريق اللعان في الإسلام

04 - عن طريق أشخاص مكتسبين لعلمي القيافة

والفراسة

05 - نسبة الطفل لوالدته