تجار الأزمات من «رجال» الدين الكهنوت في كل الأديان والطوائف لا «علمائه» المحترمين، ومشاهير الجهالة، الذين بدلا من أن يكونوا لمجرد التسلية، يبرزهم المجتمع كقدوات، ثم تقوم الجهات الأهلية والحكومية بدعمهم المالي، بزعم التسويق للمواد والخدمات، فصارت لهم الدعوات وصدور المؤتمرات، حتى بلغ ببعضهم -من الجنسين- حد التعري فكريّاً وأحيانا أخلاقياً، من أجل مزيد من المتابعين، لاستغلالهم في مزيد من الارتزاق.

ولا يقل عنهم تجار المواد الغذائية والدوائية، الذين يستغلون هلع الناس غير المبرر بانتهازية، لرفع الأسعار وتصريف المخزون، بدلا من تقنين البيع بكمية محددة لكل فرد، رحمة بالمشتري قبل غيره.

ومثلهم تجار التخصصات الصحية، حيث اختلط الحابل بالنابل على حساب التخصص الدقيق، واحترام العلم والناس، وصارت التوعية بين تهوين يتسبب في انتشار الوباء وبين تهويل يبث الهلع.

وفي السنّة النبوية: «من قال هلك الناس فهو أهلهكم»، فضلا عن الدراويش الذين يحسبون الدعاء والتوكل على الله كافيا للوقاية، فيخالفون توجيه نبينا الخاتم -عليه الصلاة والسلام- حين قال: «اعقلها وتوكل»، أي اربط بعيرك كفعل سبب، ثم توكل على الله، وليس بأن تتسبب في الخطأ بدلا من التسبب في الصواب بذريعة التوكل، ثم تحمّل القدر المسؤولية.

وهذا مثل أمر الله لمريم بقوله: «وهزي إليكِ بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جَنِياً»، فالنخلة لا تهتز ولا تُهزّ، ولكنه سبب كوني لقدرة الله.